للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وآمِدُ من قديم المدن، ولم تتكلم بها العرب، وقيل: تكلمت بها.

ومنها حَرَّان، قال الجوهري: وحَرَّانُ اسمُ بلد (١). وذكرها ابن الجوَالِيقي فقال: وَحَرَّان اسم البلدة مُعرَّبة، وهي مسماة بـ: هاران بن آزر أخي إبراهيم (٢).

وقال ابن الكلبي: لما خرج نوح من السفينة بناها، وقيل: إنما بناها هاران خال يعقوب ﵇، فأبدلت العرب الهاءَ حاءً، وكان بها معبدٌ لليونان.

فصل في مدائن الشَّأم والسواحل

فمنها: حَلَب، وقد ذكرها الجوهري فقال: وحَلبُ مدينة بالشأم (٣).

وقال أبو الحسين ابن المنادي: الشامات خمس كُوَر:

الأولى: قِنَّسْرِين، ومدينتها العظمى حَلَب، وقِنَّسْرِين أقدم منها، وبينهما أربعة فراسخ، وفيها آثار الخليل ﵇ ومقامه، وقد نزلها أكابر الملوك، كبني حمدان وغيرهم، قال: ومن رُسْداقِها مَنْبج وهي مدينة قديمة (٤). وذكرها الجوهري فقال: وَمنْبجُ اسم موضع (٥).

وفي ساحل حلب مدن منها: أنْطاكِيَة، ذكرها ابن الجَواليقي في "المعرب"، وقد تكلمت بها العرب قديمًا، وكانوا إذا أعجبهم شيء نسبوه إليها (٦). واختلفوا في بانيها فقال قوم: بناها أَنْطُخُس أولُ ملوكِ اليونان، وصيَّرها دارَ ملكه، وحشد إليها الحكماءَ وأصحابَ الرَّصْدِ وأخذَ الطوالعَ بها، ومسافةُ سورها اثنا عشر ميلًا، وعدد أبراجها مئة وستة وثلاثون برجًا، وعدد شُرُفاته أربع وعشرون ألفًا، وهذا السور في السهل والجبل، وقال أبو معشر: بنيت بعد الإسكندر الثاني بمئة سنة، والنصارى تسميها دارَ الله؛ لأن النصرانية ظهرت منها بعدما دثرت.


(١) "الصحاح": (حرن).
(٢) في (ل): "بهاران ابن أخي ازرع"، والمثبت من "المعرب" ص ١٧١.
(٣) "الصحاح": (حلب).
(٤) انظر "بغية الطلب" ١/ ٧٢.
(٥) "الصحاح": (نبج).
(٦) "المعرب" ص ٧٣.