للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قَتَلَ أميةُ بنُ عبد الله بن خالد بن أسيد بُكيرَ بنَ وشاح التّميمي (١)، وكان أمية قد قطع النهر غازيًا، وولّاه خراسان، وجعله مع ابنه زياد بن أمية، فقبضَ (٢) عليه، ثم عاد أمية من بُخارى وقد بلغه عصيان بُكير إلى النهر، فوجده قد أحرق السُّفُن، فجدَّدها، وجمع أمية بني تميم وقال: هذا جزاء إحساني إلى بُكير، أكل أموال خُراسان ورفع إلي منه أشياء فيما سمعت، وفي آخر الأمر وَلَّيتُه مَرْو، وجعلتُه خليفتي، ففعل بي ما تَرون.

ثم سار إلى مرو، فقاتله مدّة، فطال الحِصار على بُكير فصالح أمية، فأحسن إليه، ووَصَله بأربعمئة ألف درهم، وكان أمية سَهْلًا سمْحًا كريم الأخلاق، فواطأ بكير بعد ذلك جماعة على قتل أمية، فوَشَوا به إلى أمية، فقال: ما أُصدّق فيه؛ مع إحساني إليه، فشهد جماعة كثيرة على بُكير أنه عَزم على الفتك بأمية، فأحضره، فشهدوا عليه في وجهه، فسلَّمه إلى بَحِير بن وَرْقاء (٣) الصَّريمي، وكان عدوَّ بُكَير، فقتله.

وحجَّ بالناس أبان بن عثمان، وكان على المدينة، وكان العمال في هذه السنة على ما كانوا عليه في السنة الماضية.

وفيها تُوفّي

زِرُّ بن حُبَيش

ابن حُباشة الأسَدي، أبو مريم، وقيل: أبو المُطَرِّف، من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة.

مرَّ عليه رجلٌ من الأنصار وهو يُؤذّن، فقال: يا أبا مريم، قد كنتُ أكرِمُك عن هذا، فقال: إذًا لا أكلّمك كلمة حتى تلحقَ بالله.

وقال عاصم بن أبي النَّجود: لقد أدركتُ أقوامًا يتَّخذون هذا الليل جَملًا، منهم [زر] وأبو وائل.


(١) في "جمهرة" ابن حزم ٢١٨، ٢١٩: بكير بن وَسَّاج، وانظر الطبري ٦/ ٣١١، و"أسماء المغتالين" ٢/ ١٧٦ (نوادر المخطوطات). وقد ضُبط اللفظ في الطبري وعُنونَ له بعكس هذا الكلام، وهو خطأ.
(٢) تحرفت في النسخ الخطية إلى: فقضى.
(٣) كذا الطبري ٦/ ٣١١. وفي الجهرة وأسماء المغتالين: وقاء، وهو الصواب كما في توضيح المشتبه ٩/ ١٩٢.