للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان إذا كَره شيئًا، عرَفناهُ في وجههِ (١).

قال الزهري: معناه إذا كره شيئًا لم يواجه به صاحبه، بل يكتمه فيؤثَّر في وجهه.

ذكر صفته في التَّوراة:

قال [بن سعد باسناده عن] سهل مولى عثيمة، وكان رجلًا يهوديًّا قد قرأ التوراة قال: أخَذْت يومًا توراةَ عمِّي، فإذا ورقة ملصقة، ففتقتها، وإذا فيها سطورٌ: محمد رسول الله، لا طويل، ولا قصير، أبيض بض، بين كتفيه خاتم النبوة، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحلب الشاة، ويلبس القميص المرقوع، وهو من ضئضئ إسماعيل، واسمه أحمد، فقالَ لي عمِّي: ما تقرأ؟ قال: قلت: صفة محمد، قال: إنه لم يجئ بعد، ونهاني عن القراءة (٢).

وقال وهب بن منبه: في التوراة: يا ابن عمران، إني باعث في آخر الزمان نبيًا أميًّا، مولده بمكة، ومهاجره طيبة، وملكه بالشام والعراق، حبيب، محبّب، ليس بغليظ، ولا قوال بالفحش والخنا [أسدده لكل جميل، وأهب له كل خلق كريم] (٣).

وقال كعب الأحبار: وفي التوراة: يا ابن عمران، إنَّي قد اخترت من عبادي نبيًا كريمًا اسمه أحمد، منحته الأخلاق الكريمة، وجعلت عليه الوقار والسكينة، التقوى لباسه، والبِرُّ شعارُه، والحلمُ دِثاره، والحكمةُ منطقه، والصدق سجيَّته، والعدلُ شِيمته، والحقُّ شريعته، والوفاء طريقَتُه، والعفو مِلَّته، والقرآن خُلُقه، والهدى دَلِيلُه، والجودُ والرحمةُ والبِرُّ طبيعتُه، أهدي به من الضلالة، وأجمع به من الفرقة، وأعلم به من الجهالة، وأؤلف به بعدَ الشتاتِ، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، يأمُرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، فطوبى لهم، ثم طوبى لهم، فعند ذلك قال موسى : يا رب اجعلني من أمة محمد .


(١) أخرجه البخاري (٣٥٦٢)، ومسلم (٢٣٢٠).
(٢) "الطبقات" ١/ ٣١٢، وفيه: أنه كان نصرانيًا، وأنه كان يقرأ الإنجيل.
(٣) انظر "المنتظم" ٢/ ٢٥٨، و"البداية والنهاية" ٢/ ٨١.