للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتاب "التحقيق" وفي كتاب "الواهية" (١)، فقال في "التَّحقيق": الوتر سُنَّة، وقال أبو حنيفة: الوتر واجب، واحتجّ لمذهبه بأخبارٍ، منها: ما أخرجه أحمد بإسناده عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضَمْرة، عن علي قال: قال رسول اللهِ : "يا أهل القرآن أوتروا؛ فإن الله يُحبُّ الوتر" (٢).

واحتجّ لأبي حنيفة بأخبار، منها: حديث [خارجة بن حُذافَة، وذكره بالإسناد الذي ذكرناه، ثم قال: في إسناده ابن إسحاق، وقد كذّبه مالك، وفيه عبد الله بن راشد، وقد ضعّفه الدارقطني، وقال البخاري: لا يُعرف عبد الله بن راشد إلا بحديث الوتر، وليس له سماع من ابن أبي مُرَّة، وذكره في "الواهية" بمعناه (٣).

قلت: أما حديث علي وقوله "يا أهل القرآن أوتروا" فحجَّةٌ لأبي حنيفة؛ لأن الأمر للوجوب، وخصوصًا إذا كان مَحبوبَ الحقّ.

وأما قوله: ابن إسحاق كذَّبه مالك، فقد وثَّقه أحمد بن حنبل وغيره، ومن أين لهم رواية المغازي والسير إلا عن ابن إسحاق، ومن شرف ابن إسحاق وفضله أن أبا بكر الخطيب بدأ في "تاريخه" باسمه، وقدّمه على مَن اسمُه أحمد (٤).

وسنذكر ما يتعلّق بهذا في ترجمة ابن إسحاق، وقد أشرنا إليه في حديث معاذ وقوله: وأجتهد رأيي.

وفيها توفي

خَوَّات بن جُبَير

ابن مُطْعِم بن النعمان (٥) بن أُميَّة بن البُرَك، وهو امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف.


(١) التحقيق ١/ ٤٥٣ (٦٥٥)، والعلل المتناهية في الأحاديث الواهية ١/ ٤٤٩ (٧٦٩).
(٢) مسند أحمد (٨٧٧)، والتحقيق ١/ ٤٥١ (٦٤١).
(٣) التحقيق ١/ ٤٥٤، والعلل ١/ ٤٤٩.
(٤) انظر تاريخ بغداد ١/ ٢١٤، وتهذيب الكمال (٥٦٤٦)، وميزان الاعتدال (٦٨٠٢).

(٥) كذا في (خ) و (ع)، وأجمع مترجموه أنه خوات بن جبير بن النعمان، دون زيادة: ابن مطعم، انظر طبقات ابن سعد ٣/ ٤٤٢، والمعارف ٣٢٧، والاستيعاب (٦٨٢)، والمنتظم ٥/ ١٦٩، والتلقيح ١٨٧، والاستبصار ٣٢٣، وتهذيب الكمال (١٧٣٤)، والسير ٢/ ٣٢٩ (وانظر حواشيهما)، والإصابة ١/ ٤٥٧.