للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حكاهما الزَّجَّاج واعتمد عليهما (١).

قال الله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ﴾ أي: بالسِّحر ﴿مِنْ أَحَدٍ إلا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ أي: بقضائه وقدره وعلمه ومشيئته ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ﴾ [البقرة: ١٠٢] في الدَّارين ولا ينفعهم.

فصل في الملوك الذين كانوا في زمن إدريس -

قال علماء السِّير: كان في زمانه طَهْمُورث.

وعامَّة المؤرخين على أنَّه طهمورت، بتاء منقوطة بنقطتين من فوق.

وقال أبو الحسين بن المنادي: طهمورب، بباء منقوطة بواحدة من تحت.

واختلفوا فيه: فقال بعضهم: هو من ولد آدم لصلبه، وقال قوم: هو ابن أوشهنج أو أوشنج ابن آدم لصلبه. وقال ابن مسكويه في "تجاريب (٢) الأمم": طهمورث أخو أوشنج. وقال قوم: هو من ولد أوشنج، بينه وبينه عدَّة آباء (٣).

فسلك طهمورت طريق الخير، وسار بسيرة من تقدّم من ولد آدم، وملك الأقاليم السبعة، ونفى الأشرار، وهو أوّل من كتب بالفارسية (٤)، واتخذ الخيل والبغال والحمير والكلاب لحفظ المواشي، واستمرَّت أحواله على الصَّلاح، وهو أوَّل من وضع التَّاج على رأسه من الملوك، وبنى المكان الذي جدَّده سابور ملك فارس، وأقام به حتى مات عن ست مئة سنة (٥).

فصل

ثم ملك بعده أخوه جَمْ شيد، وتفسيره: سيِّد الشعاع، سمي به لأنه كان وضيئًا جميلًا، وملك الأقاليم السّبعة، وسار في الناس السيرةَ الجميلة، وزاد على أخيه


(١) "معاني القرآن" ١/ ١٨٣ - ١٨٤.
(٢) كذا في (ب) و (ل)، واسمه الذي طبع به: تجارب.
(٣) انظر تجارب الأمم ١/ ٦.
(٤) في (ب): "تكلم بالسُّريانية".
(٥) "تجارب الأمم" ١/ ٦ مع تصرف وزيادة، وانظر "التبصرة" ١/ ٥٢، والمنتظم ١/ ٢٣٦.