للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدار الخلافة حنبلي، فقال القادسي: أنا حنبلي، وما أريد أن أصلِّيَ بكم. وسمعه الخليفة، فصاح: صلِّ على مذهبك. وكانت وفاته في شوَّال، ودُفِنَ بباب حَرْب.

المُظَفَّر بن المبارك بن أَحْمد (١)

أبو الكرم، البغدادي، الفقيه الحنفي.

ولد سنة ستٍّ وأربعين وخمس مئة، وتفقَّه، ودرَّس بمشهد أبي حنيفة، وولي حِسْبة بغداد، وكان فاضلًا، أمينًا، ثِقَةً.

السنة الثَّانية والعشرون وست مئة

في ربيع الأول وَصَلَ خوارزم شاه جلال الدِّين إلى دقوقا، ففتحها عَنْوَةً، وأوقع السَّيف في أهلها، ونَهَبَ أموالهم، وسبى حريمهم، وهتك نساءهم، وأحرق البلد، وهَدَمَ سوره، وكانوا قد عَصَوْا عليه، وسبُّوه من الأسوار، وبالغوا في شَتْمه، وعَزَمَ على قَصْد بغداد، فانزعج الخليفةُ، وأخرج المال، وفَرَّق في العساكر أَلْف أَلْف دينار، ونَصَبَ المجانيق على الأسوار، وفرَّق السِّلاح، وفتح الأهراء، [وحكى لي المعظم قال: كتب إليَّ يقول:] (٢) تحضر أَنْتَ ومن عاهدني، واتَّفِقْ معي حتَّى نقصد الخليفة، فإنَّه كان السبب في هلاك أبي، ومجيء [الكفار] (٣) إلى البلاد، وجدنا كُتُبه إلى الخطا، وتواقيعه لهم بالبلاد والخيل والخِلَع. قال المعظم: فكتبتُ إليه: أنا معك على كلِّ أحدٍ إلَّا على الخليفة، فإنَّه إمامُ المُسْلمين.

[قال] (٣): وبينا هو على عَزْمِ بغداد، وكان قد جهَّز جيشًا إلى الكُرْج إلى تِفْليس [فكتبوا إليه: أدركنا، فما لنا بالكُرْج طاقة، وبغداد ما تفوت. فسار إلى تفليس،] (٣) فخرج إليه الكُرْج، فضرب معهم مصافَّ، فَقَتَلَ منهم سبعين ألفًا، وفتح تفليس عَنْوَةً، وقتل منها ثلاثين ألفًا، [فصاروا مئة أَلْف، وذلك] (٣) في سَلْخ ذي الحِجَّة.


(١) له ترجمة في "التكملة": للمنذري ٣/ ١٢١، و"تاريخ الإِسلام" للذهبي (وفيات سنة ٦٢١ هـ)، و"البداية والنهاية": (وفيات سنة ٦٢١ هـ)، و"الجواهر المضية": ٣/ ٤٨٨ - ٤٨٩.
(٢) في (ح): وفتح الأهراء. وكتب جلال الدين إلى المعظم، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).
(٣) ما بين حاصرتين من (ش).