كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة السادسة والأربعون وخمس مئة - علي بن مسهر أبو الحسن الموصلي، الشاعر - ج: 20 - ص: 416

فعِشْتَ كما تهوى بعيدًا ودانيًا … قريبًا من الحُسْنى كريمًا مُكَرَّما

ولا زلتَ هزَّامَ الجيوشِ وبانيًا … بفَضْلك (١) مجدًا قد عفا وتهدَّما (٢)

وكتب إليه: [من الطويل]

أيا ساكني قلبي (٣) على خَفَقانِهِ … وطَرْفي وإنْ واراه من أَدْمُعي بَحْرُ

فلو رامَ قَلْبي سَلْوةً عنك صَدَّه … خلائِقُكَ الحُسْنى وأفعالُك الغُرُّ

فيا هل لشَتِّ (٤) الشَّمْل جَمْعٌ وهل لنا … لقاءٌ فأشكو ما بنا صَنَعَ الدَّهْرُ

وَقَتْكَ الرَّدى نَفْسي فإنَّك ذُخْرُها … وأَنْفَس ما أقنى إذا عُدِّدَ الذُّخْرُ (٥)

وارتحل من شَيْزَر إلى بَعْلَبَك، فأقام عند معين الدِّين أُنَر، فقال: [من البسيط]

لأَشْكُرَنَّ النَّوى والعِيْسَ إذْ قَصَدَتْ … بي مَعدِنَ الجُود والإحسانِ والكَرَمِ

فصرتُ في وطنٍ إذ سِرْتُ (٦) عن وطني … فمن رأى صِحَّةً جاءَتْ (٧) منَ السَّقَمِ

علي بن مُسْهِر (٨) أبو الحسن المَوْصِلي، الشَّاعر (٩)

قال عبد الرحمن ابن الإخوة البغدادي (١٠): رأيتُ في المنام كأنَّ منشدًا يُنْشِدُ هذين البيتين: [من الطويل]

---

(١) في "تاريخ ابن عساكر": بفعلك.
(٢) انظر الأبيات مع غيرها في "تاريخ ابن عساكر": ١٢/ ٥٤٧.
(٣) في "تاريخ ابن عساكر": فيا ساكنًا قلبي.
(٤) الشت: أي المتفرق. "اللسان" (شتت).
(٥) في (ع): الدهر، والمثبت من (ح)، والأبيات في "تاريخ ابن عساكر": ١٢/ ٥٤٦ - ٥٤٧، مع اختلاف في بعض الألفاظ.
(٦) في (ع) و (ح): إذ صرت، والمثبت من "تاريخ ابن عساكر"، وفي "الخريدة" و"معجم الأدباء": فسرت في وطني إذ سرت عن وطني، وما في "تاريخ ابن عساكر" أصح.
(٧) في (ع) و (ح): كانت، والمثبت من "تاريخ ابن عساكر" ١٢/ ٥٤٧، و"الخريدة": ١/ ٥٥١، و"معجم الأدباء": ٥/ ٢١٧.
(٨) في (ع) علي بن فهر، وفي (ح) ابن مهير، وكلاهما تحريف، وهو علي بن سَعْد بن علي بن عبد الواحد بن عبد القاهر بن أحمد بن مُسْهر.
(٩) له ترجمة في "خريدة القصر" قسم شعراء الشام: ٢/ ٢٧١ - ٢٧٨، و"وفيات الأعيان": ٣/ ٣٩١ - ٣٩٥، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٢٣٤ - ٢٣٥، و"الوافي بالوفيات": ٢١/ ١٢٩ - ١٣٣، وعندهم وفاته -ما خلا الخريدة- سنة (٥٤٣ هـ).
(١٠) هو عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي الشيباني البَيِّع، أبو الفتح بن أبي الغنائم، الكاتب، المعروف بابن الإخوة، كان أحد كتاب الديوان، وتوفي سنة (٥٥٩ هـ)، انظر ترجمته في "إنباه الرواة": ٢/ ١٦٧ - ١٦٩، و "الوافي بالوفيات": ١٨/ ٢٤٥.