للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال في كتاب ["الفريد": إن المسلمين احتجوا لنبوَّة نبيّهم بالكتاب] الذي جاء به (١)، وأنَّه تحدَّى به العرب فلم يأتوا بمثله، ولا قَدَروا على معارضته، فيقال لهم: لو أتى جالينوس أو أحدُ الفلاسفة بكتابٍ مثلِ هذا، وادَّعى أنَّ الخلقَ يَعْجزون عن الإتيان بمثله؛ أكانت ثبتت نبوَّته؛ وذكر أشياءَ من هذا القبيل تدل على جهله [وكفره] وسخافةِ عقله.

وذكر في "الدامغ" أشياءَ؛ منها أنَّه قال: قوله: ﴿إِنَّ كَيدَ الشَّيطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: ٧٦] وأيُّ ضعفٍ فيه وقد أخرج آدمَ من الجنَّة، وقوله: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيرَهَا﴾ [النساء: ٥٦] فعذَّب جلودًا لم تَعْصِه. ومنها أنَّه أهلك أمَّة عظيمةً بناقة، وما قَدْرُ ناقة؟ وذكر أشياءَ من هذه الحماقات والخرافات.

وقد أجاب الشيخ أبو الفرج ابن الجوزيِّ رحمة الله عليه عن بعض شبهه (٢)، وقد كان الواجب الإعراضَ عنه؛ فإنَّ السفيهَ لا يُقابَل إلَّا بالسكوت، وإنْ فاته العقابُ في الدُّنيا لم يَفُتْه في الآخرة.

قال المصنِّف : والمختارُ عندي في كتبه الغَسْل، وفي نفسه القتل، وأمَّا حكاياتُه في الهَزْل والاعتراض على الله تعالى والسُّخرية والاستهزاء فأشهرُ من أن تخفى [وتذهب آثارها وتعفى].

[واختلفوا في سبب وفاته] قال عليُّ بن عقيل الحنبليُّ: صلبه بعضُ السلاطين، وقيل: إنَّه مات على فراشه ببغداد وهو ابنُ ستٍّ وثمانين سنة، لعنةُ الله عليه وعلى مَن يعمل بعمله آمين.

[وفيها توفي]

أبو عثمان [الحِيْريُّ

واسمه] سعيد بن إسماعيل بن سعيد، النَّيسابوري، الواعظ (٣).


(١) ما بين معكوفين من المنتظم ١٣/ ١١١.
(٢) في (ف م ١): وقد أجاب جدي عن بعض سفهه.
(٣) انظر ترجمته في تاريخ بغداد ١٠/ ١٤٥، وطبقات الصوفية ص ١٧٠، وحلية الأولياء ١٠/ ٢٤٤، والمنتظم ١٣/ ١١٩، وتاريخ الإسلام ٦/ ٩٤٤.