للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ظهر السُّفياني بدمشقَ والشام -واسمُه عليُّ بن عبد اللهِ بن خالدِ بن يزيدَ بن معاويةَ بنِ أبي سفيان، [وكنيته] (١) أبو الحسن- في ذي الحِجَّة، وطرد عاملَ محمد عنها -وهو سليمانُ بن أبي جعفر- بعد أن حصره بدمشقَ ثم أفلت منه.

وقال ابنُ عساكر: بويع له بالخلافة بدمشقَ في ذي الحجَّة [من هذه السَّنة] وكانت دارُه بدمشقَ غربيَّ الرَّحبة (٢)، ويُعرف بأبي العَمَيطَر، وأمُّه نفيسةُ بنت عبيدِ الله بن العبَّاس بن عليِّ بنِ أبي طالب، وكان يقول: أنا السُّفياني، أنا ابن العِير والنَّفير، وابن شيخَي صِفِّين (٣) [وسنذكره في سنة ثمانٍ وتسعين ومئة] فبعث إليه محمَّد الحسينَ بن عليِّ بنِ عيسى بن ماهان، فخاف منه، فأقام بالرقَّة ولم يقطع الفرات.

وحجَّ بالناس داودُ بن عيسى بنِ موسى بن محمد بن عليِّ بن عبد الله بنِ العباسِ، وكان واليًا على مكةَ والمدينة، وكان العاملَ على الكوفة العباسُ بن موسى الهادي، وعلى البصرة منصورُ بن المهدي، والمأمونُ بخراسان.

فصل وفيها توفي

إسحاقُ بن يوسفَ

ابنِ محمَّد، أبو محمَّد، الأزرقُ الواسِطيُّ (٤).

كان من الثِّقات الصالحين، الفقهاءِ المحدِّثين، أقام عشرين سنةً لم يرفع رأسَه إلى السماء حياءً من الله تعالى. وكانت وفاتُه بواسط.

وكان ثقة، سئل عنه الإمامُ أحمد رحمةُ الله عليه: أثقةٌ هو؟ فقال: إي واللهِ ثقة.

قالت له أمُّه: يا بُني، قد عزمت على الحجّ، وقد بلغني أنَّ بالكوفة رجلًا يستخفُّ


= في عشرين ألف رجل، وولاه حلوان إلى ما غلب عليه من أرض خراسان، فالتقى طاهرًا بهمذان، ثم طلب منه الأمان فأمنه، ثم نكث وقاتل طاهرًا، فقتل وهربت فلول جيشه إلى بغداد.
(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) رحبة الزبيب، كما في تاريخ دمشق ٥١/ ٢٣.
(٣) يعني عليا ومعاوية . وانظر تاريخ دمشق.
(٤) تاريخ بغداد ٧/ ٣٢٤، المنتظم ١٠/ ١٥، تاريخ الإِسلام ٤/ ١٠٦٩، السير ٩/ ١٧١، وهذه الترجمة والتي تليها ليستا في (ب).