للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زمانٌ يغزو فيه فِئامٌ من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب رسول الله ؟ فيقولُون: نَعَم، فيُفتَح لهم، ثم يَغزُو فئامٌ من الناس، فيقالُ: هل فيكم من صاحب أَصحاب رسول الله ؟ فيقولونَ: نَعَم، فيُفتَحُ لهم" (١).

[فصل في عدد الصحابة -

اعلم أن أصحاب رسول الله خلق كثير تتعذر الإحاطة بعددهم، فروى أبو عبد الله الحاكم، عن أبي زرعة الرازي أنه سئل عن هذا فقال: قُبض رسول الله عن مئة وستة وعشرين ألفًا ممن روى عنه وسمع منه ورآه، قيل له: فأين كان هؤلاء؟ فقال: أهل مكة والمدينة وما بينهما وما حولهما من الأعراب ومن شهد معه حجة الوداع والغزوات والسرايا وتبوكًا وغيرها.

وروى الخطيب أبو بكر بإسناده عن أبي زرعة أيضًا أنه سئل عن ذلك، فقال ومن يضبط هذا؟ شهد معه حجة الوداع أربعون ألفًا، وتبوكًا سبعون ألفًا، وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله كان معه يوم الفتح عشرة آلاف وخرج من المدينة إلى غزاة تبوك في ثلاثين ألفًا (٢).

فصل في عدد الأحاديث المروية عن رسول الله -:

قد ذكرنا في صدر الكتاب عن أحمد بن حنبل أنه قال: جمعت "المسند" من ألف ألف حديث، وروى عنه ابنه عبد الله أنه قال: صح من الحديث سبع مئة ألف وكسر، وقال: كان أبو زرعة الرازي يحفظ ست مئة ألف حديث.

وذكرنا عن البخاري أنه قال: صنفت كتابي "الصحيح" في ست عشرة سنة، خرجته من ست مئة ألف حديث.

وقال مسلم: جمعت كتابي من سبع مئة ألف حديث.

فالحاصل أن حصر الأحاديث على التحقيق غير ممكن، وإنما الذي يظهر ما في


(١) أخرجه البخاري (٢٨٩٧)، ومسلم (٢٥٣٢).
(٢) انظر "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص ١٠٢ - ١٠٣.