للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعتضد -وقيل: عند المكتفي- ليُقِرَّه على فارس، ويقطع عليه مالًا، وأهدى طاهر إلى إسماعيل هدايا من جُملتها ثلاث عشرة جوهرة، وزنُ كلِّ جوهرة ما بين سبعة مثاقيل إلى العشرة، بعضُها أحمر، وبعضُها أزرق، فقوِّمت بمئة ألف دينار، فكتب إسماعيل إلى الخليفة يَشفع فيه، ويخبره بحال الهديَّة، ويَستأذنه في قبولها، فكتب إليه الخليفة لو أهدى لك كلُّ عامل لأمير المؤمنين أمثال هذا كان ذلك [ممَّا] يسرُّه، وشفَّعه في طاهر.

ولما توفِّي إسماعيل تمثَّل المكتفي بقول أبي نُواس: [من المنسرح]

لن يُخْلِفَ الدَّهْرُ مِثلَهُ أبدًا … هيهاتَ هيهاتَ شأنُه عَجَبُ (١)

[وفيها توفي

الحسن بن علي بن شَبيب

أبو علي، المَعْمَريُّ، الحافظ البغداديُّ.

وإنَّما قيل له المَعْمَري؛ لأنَّ أمَّه أمُّ الحسن بنتُ سفيان بن أبي سفيان صاحب يَعْمَر بن راشد.

رحل الحسن في طلب العلم إلى الأمصار، وكان فاضلًا، قال أحمد بن كامل: كان في جمع الحديث وتصنيفه إمامًا في زماننا، وكان قد شدَّ أسنانه بالذهب، وكان يُكْنى قديمًا بأبي القاسم.

وقال الخطيب: وكانت وفاتُه ببغداد في المحرَّم وقد بلغ اثنتين وثمانين سنة، ودُفن بمقابر البرامكة بباب البَرَدان، فكان حافظًا صدوقًا، والحمد لله وحده (٢).

وفيها توفي]

علي المكتفي بن المعتضد بن الموفَّق

قد ذكرنا سيرته مفرَّقة في السنين، وقال المسعوديُّ: أخذ أملاك النَّاس بالشمَّاسيَّة،


(١) ديوان أبي نواس ص ٣٢، والمنتظم ١٣/ ٧٥، وتاريخ الإسلام ٦/ ٩١٩.
(٢) تاريخ بغداد ٨/ ٣٦٣، والمنتظم ١٣/ ٧٥، وتاريخ الإسلام ٦/ ٩٣١، وهذه الترجمة من (ف م ١).