للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حُدَيْر

رجل من الصحابة (١)، ولم يُذكر له نسب.

حدثنا جدي بإسناده عن ابن عمر: أن رسول اللَّه بعث جيشًا فيهم رجل يُقال له: حُدير، وكانت تلك السنة قد أصابتْهم شِدَّةٌ من قلَّة الطعام، فزوَّدهم رسولُ اللَّه ، ونسي أن يزوِّدَ حُدَيرًا، فخرج حدير صابرًا مُحتسبًا في آخر الركب يقول: لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، والحمدُ للَّه، وسبحان اللَّه، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم، ويقول: نِعم الزادُ زادُك يَا حُدَير، يُردِّدها وهو في آخر الركب.

فجاء جبريل إلى رسول اللَّه فقال: إن ربي أرسلني إليك يُخبرك أنك زوَّدتَ أصحابك ونسيتَ أن تُزوِّد حُدَيرًا، وهو يقول كذا وكذا، وكلامه نورٌ له يوم القيامة ما بين السماء والأرض، فابعث إليه بزاد.

فدعا رسولُ اللَّه رجُلًا، فدفع إليه زادًا لحُدَيرٍ، وأمره إذا انتهى إليه حَفِظ ما يقول، وإذا دفع إليه الزاد حَفِظ ما يقولُ، وقال له: اقرأ عليه السلام وقيل له: إن رسول اللَّه نسي أن يُزوِّدك، وإنما جاءه جبريل فذكَّره بك.

فانتهى إليه وهو يقول تلك الكلمات، فأدَّى إليه الرسالة، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على رسوله وقال: الحمد للَّه الذي ذكرني من فوق عرشه وسبع سماواته، ورَحِم جوعي وضَعفي، ياربّ، كما لم تنس حُدَيرًا فاجعل حُدَيرًا لا ينساك.

قال: فحفظ عنه الرجل ما قال، ورجع فأخبر النبيَّ بما قال، فقال رسول اللَّه : "أما إنك لو رفعتَ رأسَك إلى السماء لرأيتَ لكلامه نورًا ساطعًا بين السماء والأرض" (٢).

وفي الصحابة مَن اسمُه حُدير رجلان: أحدهما هذا وليس له رواية، والثاني حُدَير مولى بني سُلَيم وكنيته أبو فروة، له صحبةٌ وروايةٌ (٣).


(١) من هنا إلى نهاية ترجمة حدير ليس في (أ) و (خ).
(٢) المنتظم ٤/ ٢٤٠، وانظر صفة الصفوة ١/ ٧٤٣ - ٧٤٥، والإصابة ١/ ٣١٧.
(٣) تلقيح فهوم أهل الأثر ١٨٠، وانظر في ترجمة الأخير الاستيعاب (٣٠٩٧)، والإصابة ١/ ٣١٦. قال =