للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها تُوفِّي

الحسن بن علي بن إبراهيم (١)

أبو علي، الأهوازي، ولد سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، قرأ القرآن بالروايات الكثيرة، وصنَّف كتبًا كثيرة في القراءات، وانتهت إليه الرئاسة بالشام في القراءة، وسمع الحديث الكثير، قدم دمشق سنة أربع وتسعين فأقام بها، حتى توفي في ذي الحجَّة، وكانت له جنازة عظيمة. وقال ابن عساكر: صنَّف كتابًا سمَّاه "البيان في شرح عقود أهل الإيمان" أودعه أحاديث منكرة، منها: أنَّ الله تعالى لمَّا أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، فخلق نفسه من ذلك العرق وما أشبه. هذا من الأحاديث المنكرة، وهذا حديث موضوعٌ، ركيكُ الألفاظ، تنفِرُ منه الطِّباع، وما قصد واضعُه إلا شَينَ الشريعة.

قال ابن عساكر: كان أبو علي من السالمية: وهم قوم يتمسَّكون بالظواهر، ويقولون: هي أسلم.

وكان يُزيِّف مذهب الأشعري ويُضعِّفه، ومن أجله صنف ابنُ عساكر كتابه المسمى بـ "تبيين كذب المفتري على أبي الحسن الأشعري" (٢).

الحسين بن جعفر بن محمد (٣)

أبو عبد الله، السَّلَماسيُّ، كان مشهورًا بأفعال البر والصدقات، ينفق ماله على الفقراء والصالحين وأرباب البيوت، وما كانت النفقة على أبي الحسن بن القزويني الزاهد تُعلَمُ من أين هي حتى توفي السَّلَماسي، فوجدوا في رُزمانجه في كل شهو عشرة دنانير نفقة أبي الحسن بن القزويني، وكان له بساتينُ، فجاء قومٌ فضمنوا منه بستانًا بخمس مئة دينار، فسكت، ودخل قوم آخرون. فأضعفوا الضمان، فقال: خاطري قد سكن للأول، فلا أُغيِّر نيتي. ودخل السلطانُ بغداد، فاستقرض من التجار، وأخذ من


(١) تاريخ دمشق ١٣/ ١٤٥، ومعجم الأدباء ٩/ ٣٤ - ٣٩.
(٢) ينظر تبيين كذب المفتري ص ٤١٥ - ٤١٧.
(٣) تاريخ بغداد ٨/ ٢٩، والمنتظم ١٥/ ٣٤٥ - ٣٤٦، والأنساب ٧/ ١٠٧.