للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفي.

عبد الرحمن بن عَتَّاب

ابن أَسيد بن أبي العِيص بن أمية بن عبد شمس. قد ذكرنا أباه عَتَّابًا، وأن رسول الله ولّاه مكة وهو ابن عشرين سنة، وأنه مات بمكة في اليوم الَّذي مات فيه أبو بكر الصديق بالمدينة، وأن عبد الرحمن كان إمام أهل الجمل، وأنه أخذ بزمام الجمل، ولم يزل يقاتل عنده حتَّى قُتل.

قال الواقدي: مرَّ به أمير المؤمنين وهو مقتول، فترحّم عليه وقال: لَهفي عليك يَعْسوب قريش، قُتلت اليوم الغَطارفة من بني عبد مناف، ثم قال: أشكو إلى الله عُجَري وبُجَري … الأبيات (١)، فقال له رجل: تجزعُ عليهم وقد أرادوا بك ما أرادوا؟ فقال: إنه قامت عني وعنهم رَحِم.

وقد ذكرنا أن عتَّابًا أُخذت كفُّه، وفي أصبعه خاتم عليه منقوش اسمه، فألقته بمكة يوم الوقعة، فعرفوا أنَّه قد قُتل، فصلّوا عليه.

وفيها توفي

عبد الرحمن بن عُدَيس البَلَوي

رئيسُ المصريين الذين ساروا لقتال عثمان.

قال علماء السير: وعبد الرحمن من الصحابة الذين بايعوا رسول الله بيعة الرضوان تحت الشجرة، ولما تُوفّي رسول الله نزل مصر فأقام بها، حتَّى سار إلى عثمان، وفعل به ما فعل، فلما قُتل عثمان خرج إلى الشام، فنزل فلسطين، وعلم به والي معاوية فقبض عليه وحبسه، وأرسل إلى معاوية يُخبره، فهرب من الحبس، فبثُّوا الخيل في طلب ابن عُديس، وكان معه في الحبس كِنانة بن بِشر ومحمد بن أبي حذيفة.

ولما بثّوا الخيل في طلب ابن عُديس أدركه فارس، فحمل عليه، فقال له ابن


= ٣/ ٣٣، والإصابة ٢/ ٣١٦.
(١) كذا، وصوا به كما في الطبري ٤/ ٥٢٧: إليك أشكو عجري وبجري.