للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نصف شعبان سنة سبعٍ وأربعين، وقُتِلَ أخوه في شوال سنة ست وأربعين، بينهما عشرة أشهر، رأى في نفسه [فيها] (١) العِبَر، وما نفعه الاحتراز والحذر، بعد أن أذاقه الموتُ كؤوسَ حتوفه، قَتَلَ مماليكُه ولدَه تورانشاه بسيوفه.

[السنة السابعة والأربعون وست مئة]

فيها توجه الصَّالح أيوب من دمشق إلى مِصْر في المِحَفَّة مريضًا مُدْنفًا في رابع المحرَّم، ونادى في الناس: مَنْ كان له عندنا شيءٌ فليحضرْ، ويأخذ ما له. فطلع النَّاس إلى القلعة، وأخذوا ما كان لهم.

و [حدثني من شهد الواقعة قال] (١): بينا الصَّالح في مرج الصُّفَّر في المِحَفَّة استغاث إليه رجلٌ على المخلص المغيثي، وقال: اشترى مني غنمًا، ولم يعطني شيئًا، فقال: نكسْه من بغلته وخُذْها، فنكَّسه، وأخذ البغلة، فباعها بسبع مئة درهم، واستوفى ماله.

وفيها حُمِلَ عِزُّ الدين أيبك المُعَظَّمي إلى القاهرة تحت الحوطة، وقيل: في سنة ست وأربعين وست مئة.

وفيها احترقت المئذنة الشَّرْقية بجامع دمشق، وراح للفقراء والمشايخ فيها ودائع وصناديق وأموال كثيرة، وكتبوا إلى الصَّالح أيوب، فأمر بعمارتها.

وفيها توجه النَّاصر داود من الكَرَك إلى حلب.

وورد كتابُ الصَّالح أيوب إلى جمال الدِّين بن يَغْمور بخراب دارِ سامة، وقَطْعِ شجر بستان القَصْر بالقابون، وخراب القَصْر، فتوقَّف ابنُ يغمور، فجاءته كُتُبٌ عِدَّة، فأخرب الدَّار، والقَصْر، وقَطَعَ الشجر.

وفيها مضى الأمجد حسن بن النَّاصر من الكَرَك إلى مِصْر، وسلَّم الكَرَك إلى الصَّالح أيوب في جمادى الآخرة، وأعطاهم مالًا، وأخرج منه عيال المعظم وأولاده وبناته وأُمَّ النَّاصر، وجميعَ مَنْ كان فيه، وبعث إليه ألف ألف دينار، وجواهر، وذخائر، وأسلحة، وشيئًا كثيرًا.


(١) ما بين حاصرتين من (ش).