للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال ثابث بن سنان:] وفيها وصلت هدية إسحاق بن إبراهيم بن زياد صاحب اليمن من البصرة، وفيها فيل، ودَقَل من عودٍ قَماري، طوله عشرة أذرع، ووزنه ثلاثون منًّا. قال ثابت: وكان فيه قشر بيضة ذكروا أنها بيضة حية، فكانت تسع من الماء على التقدير خمسة عشر رطلًا بالعاقي.

[قال: وظننت أنها بيضة نَعامة إلا أن قشرها كان أغلظ، ولونها مُخالف للون النَّعام.

وكان فيها ببغاء بيضاء وسوداء المِنقار والرجلين، وعلى رأسها ذؤابة. وأظرف ما كان في الهدية: حمارة كبيرة عظيمة الخَلْق في قدر البغل الصغير، مُخطَّطة أحسن تخطيط، وذكروا أن هذه الأتان من بلدة من بلاد الحَبَش تملكها امرأة، وبينها وبين اليمن ألف وثمان مئة فرسخ (١).

وفيها انقض كوكب عظيم ثلث الليل الأول أشرقت الدنيا به، حتى صار كأنه شعاع الشمس قد طلعت، وسُمع بعد انقضاضه صوتٌ عظيم كالرعد الشديد؛ من غير أن يكون في السماء غَيمٌ.

وحج بالناس أبو أحمد [النقيب، واسمه] الحسين بن موسى، نقيبُ الطَّالبيين، وجاء كتابه إلى بغداد في أول سنة ستين وثلاث مئة أنه لم يَرِد أحدٌ من مصر، وأنه أقام الخطبة للمُطيع والهَجَريّين بعده، وعَلَّق القناديل التي بعثها المطيع معه في البيت، وكان فيها قنديل من ذهب فيه ست مئة مثقال والباقي فضة، وأنه نصب الأعلام الجُدد التي كانت معه وعليها اسمُ الخليفة.

وفيها توفي

صالح بن عُمير العُقَيليّ

ولي إمرة دمشق خلافةً عن الحسن بن عُبيد الله بن طُغْج سنة سبع وخمسين وثلاث مئة لما انهزم فاتك الكافوري، وكان صالح يتولّى الجَيْدور، فأرسل إليه شيوخ البلد، فجاء فسلَّموا إليه دمشق، وغلب القُرمطيّ على الشام، فخرج صالح إلى الرَّمْلَة، فلما عاد القرمطيّ إلى الأحساء عاد صالح إلى دمشق فمات بها، وكان شجاعًا جوادًا (٢).


(١) في (ف م م ١): وثلاث مئة فرسخ.
(٢) تاريخ دمشق ٢٣/ ٣٦٠، وتاريخ الإسلام ٨/ ١٣٥، والوافي بالوفيات ١٦/ ٢٦٨، والنجوم الزاهرة ٤/ ٥٦.