للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أُطيلُ تفكُّري في أيِّ ناسٍ (١) … مضَوا عنَّا وفيمن خَلَّفونا

همُ الأحياءُ بعد الموتِ ذِكرًا … ونحنُ من الخُمولِ الميِّتونا

لذلك قد تعاطيتُ التجافي … وإن خلائقي كالماء لِينا

ولم أبخَلْ بصُحبتِهمْ لأمر … ولكِنْ هاتِ ناسًا يصحبونا

وكانت وفاته في رمضان ببغداد.

نصر بن مروان (٢)

صاحب ميَّافارقين، ويُلقَّب نظام الدين، قد ذكرنا أنَّ نظام الملك أخرجه إلى السلطان وأحسن إليه، وأنه سمَّ أخاه سعيد بن مروان، ولمَّا مات وُلِّي بعدَه ناصرُ الدولة منصور، ودُفِنَ عند أبيه نصر الدولة، وخلَّف ثلاثةَ أولاد؛ منصور وبَهْرام وأحمد، وكان وزيرَه أبو طاهر بن الأنباري، فدبر الملك، وكان قد تقدَّم عند الأمير طبيب يقال له: أبو سالم، وكان عطارًا بسوق العطارين بميَّافارقين، فتقدَّم عليه، حتَّى أشار عليه بقبض ابن الأنباري، وولى منصور الطبيب، فاستبدَّ بالأمور، وكتب أبو نصر بن محمد بن جَهير إلى ملك شاه يخبر بما في الخزائن والقلاع من الأموال والجواهر، ويقول: أنا خدمتُ فيها مدةً وأعرفها. فجهَّز إليه العساكر، ومضى فحصر ميَّافارقين وآمِد، وقصد منصور باب ملك شاه، وبعث ملك شاه إلى أُرْتُق بك، فساعد ابنَ جَهير، وضايقوا ميَّافارقين، وقطعوا أشجارها، وشفع الأمراءُ في منصور، فقال للسلطان: يقنع بميَّافارقين وتكون آمِد وباقي البلاد لنا. وكان أبو سالم الطبيب في ميَّافارقين وجماعةِ الأمراء، وبلغه، فكتب إلى منصور، ويقول: لا تنزل عن ملكك، فلو أقاموا عشر سنين ما قدروا علينا. فرجع عن ذلك الرأي، وطالبه السلطانُ بتسليم آمد، فامتنع، وسنذكره إن شاء الله تعالى.


(١) صدر البيت في (خ) هكذا: "أُطيل فكري في أناسٍ" ولا يستقيم وزنه، والمثبت من المنتظم.
(٢) الترجمة مختصرة جدًّا في الكامل ١٠/ ١١٦ - ١١٧.