للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الخامسة والتسعون بعد المئتين]

فيها خرج عبد الله بن إبراهيم المِسْمَعيُّ عن مدينة أصبهان، وانضمَّ إليه عشرة آلاف من الأكراد وغيرِهم، وأظهرَ الخلافَ للمكتفي، فبعث إليه منصورًا الكاتب بكتاب يخوِّفه فيه عاقبةَ الخلاف، فلمَّا وصل إليه ناظره وخوَّفه، ووَعده وأوعده، فرجع إلى طاعة الخليفة، واستخلف على أصبهان نائبًا، وقصد باب المكتفي في نَفَرٍ من غلمانه، فرضي عنه، وخلع عليه وعلى ابنه ووصله.

وبعث المكتفي خاقان المُفْلِحيّ إلى أَذْرَبيجان لحرب يوسف ابن أبي السَّاج، فسار في أربعة آلاف.

وفيها تمَّ الفداء بين المسلمين والرُّوم، فكانت عِدَّة من فُودي من الرِّجال والنِّساء ثلاثةَ آلاف نفس.

وفي ذي القَعْدة مات المكتفي، وبُويع أخوه جعفر [بن المعتضد]، ولُقِّب بالمقتدر.

الباب الثامن عشر في خلافة المُقْتَدر

وكُنيته أبو الفَضْل، وأمُّه أمُّ ولد روميَّة، يقال لها: شَغَب، وقيل: كانت تركيةً، واسمها جَكك (١)، وغريبٌ المعروفُ بالخال أخوها، أدركتْ خلافته، وسُمِّيت السيِّدة، وكانت لأمِّ القاسم بنت محمد بن عبد الله بن طاهر، اشتراها منها المعتضد.

ولد المقتدر يوم الجمعة لثمانٍ بقين من رمضان سنة اثنتين وثمانين ومئتين (٢).

وكان رَبْعةً ليس بالطَّويل ولا بالقصير، جميلَ الوجه، أبيضَ مُشْرَبًا حمرةً، حسَنَ الخَلْق، مليحَ العينين، بعيد ما بين المنكبين، جَعْدَ الشعر، مدوَّرَ الوجه.


(١) في الكامل ٨/ ٨: جيجك.
(٢) في (ف م ١) بعدها: ذكر صفته. والمثبت من (خ)، وانظر تاريخ بغداد ٨/ ١٢٦، والمنتظم ١٣/ ٥٩، والكامل ٨/ ٨، والسير ١٥/ ٤٣، ومروج الذهب ٨/ ٢٤٧.