للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان صدوقًا ثقةً (١).

عبد الرحمن بنُ مسلم

ابن سنفيرون بن إسفنديار، أبو مسلم، الخراسانيُّ المروزيُّ، صاحبُ الدعوة.

وقيل: عبدُ الرحمن بنُ عثمان بن يسار، وقيل: عبد الرحمن بن محمَّد.

وقال الخطيب: كان اسمه إبراهيم بن عثمان بن يسار بن شيدوس بن جوذرن من ولد بزرجمهر، وفي رواية: كان يُسمّى إبراهيم بن حكان (٢)، فسماه إبراهيمُ الإِمام عبدَ الرحمن، وكناه أبا مسلم، وكانت كنيته أبا إسحاق.

وولد سنة مئة بأصبهان برستاق فريذين، وكان أبوه قد أوصى به إلى عيسى بن موسى السرّاج، فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين، وجمع عيسى بينه وبين إبراهيم الإِمام، وأقام بالكوفة حتى بلغ، فقال له إبراهيم: غَيِّر اسمَك، فإنه لا يتمُّ لنا الأمر إلا بتغييره على ما وجدنا في الكتب فغيَّره، وزوَّجه إبراهيم ببنتِ عمران بن إسماعيل الطائي -ويُعرف بأبي النجم- على أربع مئة درهم، وهي بخراسان مع أبيها، زوّجه إياها عند خروجه إلى خراسان، وبنى بها بخراسان، وزوّج أبو مسلم ابنتَه فاطمةَ من مُحْرِز بن إبراهيم، وفاطمةُ هي التي يدعو إليها الخُرَّمِيَّة إلى هلمّ جرًّا. ومات عيسى بنُ موسى السرَّاج ولأبي مسلم تسع عشرة سنة (٣).

وقيل: إنَّ جماعةً من شيعة بني العباس قدموا مكة من خراسان، فنزلوا الكوفة وفيهم بُكَير بن ماهان، وكان كاتبًا لبعض عمال السِّند، وسليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم، وقَحْطبة بن شبيب في آخرين، فلما نزلوا الكوفة غُمِزَ عليهم، فحُبِس بُكير بن ماهان وخُلِّي عن الباقين، وكان في ذلك الحبس عيسى بنُ معقل ومعه غلامٌ يخدمه وهو أبو مسلم، فدعا بُكير عيسى إلى بني العباس فأجاب، وقال له: ما هذا الغلامُ منك؟ فقال:


(١) تاريخ دمشق ٨/ ٣٣٥ - ٣٣٧ (مخطوط). وقد ذكر أقوالًا في سنة مولده ووفاته كلها يخالف ما حكاه المصنف.
(٢) في أنساب الأشراف ٣/ ٩٣: حيكان.
(٣) تاريخ بغداد ١١/ ٤٦٦.