للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم عاد يوسف إلى مجلسه، فقال له ابنُه: الحجاج: مَنْ هذا الذي قُمْتَ إليه من مجلسك؟ قال: سُلَيم بن عِتر قاصُّ مصرَ وَقاضيها. فقال: أنتَ ابنُ أبي عقيل، تقومُ إلى رجلٍ من تُجِيب! فقال له أبوه: ويلَك! إني والله لا أرى الناس يُرحمون إلا بهذا وأمثالِه. فقال له الحجَاج: واللهِ ما يُفْسِدُ الناسَ على أمير المؤمنين إلا هذا وأشباهُه؛ يقعدُ إليهم، فيحدثُهم بسيرة أبي بكر وعمر، فيخرجون على أمير المؤمنين. واللهِ لو صفا هذا الأمرُ لسألتُ أمير المؤمنين أن يأذنَ لي في قتلِ هذا وأشباهِه. فقال له أبوه: لعنَك الله، واللهِ ما خلقَكَ اللهُ إلا شقيًّا.

شرَيح [القاضي]

ابن الحارث بن قيس بن الجَهْم بن معاوية بن عامر بن الرايش (١) بن الحارث بن معاوية بن ثَوْر بن مُرَتع (٢)، من كندة، أبو أمية القاضي الكوفي، من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة.

[وقال ابن سعد:] سُئل شُريح: ممن أنتَ؟ قال: من اليمن، وعِدادي في كندة (٣).

وقال ابنُ عساكر: أسلم على يد رسول الله ، وقال: إنَّ لي أهلَ بيت ذوي عددِ باليمن، فقال: "جئ بهم". فجاء بهم ورسولُ الله قد قُبض (٤).

وقال ابنُ منده: أدركَ زمنَ رسول الله ولم يَلْقَه [وهو الأصح.

وقال أبو القاسم ابن عساكر: ويقال: من أولاد الفُرس الذين كانوا باليمن. أدرك النبي ولم يلقه] ويقال: بل لقيه، واستقضاه عمر بن الخطاب على الكوفة [وأقره علي] وأقام على القضاء بها ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة (٥).


(١) بالياء. ينظر "توضيح المشتبه" ٤/ ٩٢.
(٢) كذا عند ابن الكلبي، وعند غيره: مُرتِع. ينظر "توضيح المشتبه" ٨/ ١١٨ - ١١٩.
(٣) طبقات ابن سعد ٨/ ٢٥٣. والكلام بين حاصرتين من (ص) و (م).
(٤) تاريخ دمشق ٨/ ٣٦ - ٣٧ (مصورة دار البشير).
(٥) تاريخ دمشق ٨/ ٣٦ (مصورة دار البشير).