للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الطَّحاوي: أولُ مَن كتبتُ عنه الحديث المزني، وأخذتُ يقول الشافعي، فقدم علينا مصر أحمدُ بن أبي عمران قاضيًا عليها، فصحبتُه، وكان يَتَفقَّه على مذهب الكوفيين، فأخذتُ بقوله وتركتُ قولَ الأول، فرأيتُ المزني في المنام، فقال في: يا أبا جعفر، عَصَيتَ عصيت، ويكرِّرُها.

وقال أبو سليمان بن زَبْر (١): كان الطحاوي إمامًا عالمًا فاضلًا، وخصوصًا في علم الحديث، والأحكام بالقرآن، والشُّروط، والعقيدة وغيرها، وكل كتاب فريدٍ في فنِّه (٢).

[قال أبو سعيد بن يونس:] توفي أبو جعفر ليلة الخميس مُستهل ذي القعدة، ولم يُخَلِّف مثلَه (٣).

سمع هارون بن سعيد الأَيلي، والربيع بن سليمان، ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم.

وروى عنه أبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسن الإخْمِيميّ، وأحمد بن القاسم الخَشَّاب وآخرون.

واتَّفقوا على فضله، وصدقه، وزهده، وورعه.

أحمد بن محمَّد

ابن موسى بن النَّضْر بن حَكيم، أبو بكر، البَغداديّ، ويُعرف بابن أبي حامد صاحب بيت المال (٤).

كان جَوادًا، عَزيز المروءة.

قال الدارقطني: كان بعض المُتفقِّهة يتردَّد إلى مجلس أبي حامد المرْوَرُّوذي ثم انقطع، فسأل عنه، فلمَّا حضر قال: ما سببُ انقطاعِكَ؟ قال: اشتريتُ جاريةً،


(١) في (خ): سليمان بن زين، وهو خطأ، وليس في (ف م ١) لاختصار نشير إليه قريبًا، والمثبت من تاريخ دمشق ٢/ ١٧٧، والسير ١٥/ ٢٩.
(٢) من قوله: انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة … إلى هنا ليس في (ف م ١).
(٣) في (ف م ١): مستهل ذي القعدة من هذه السنة وكان قد سافر من مصر إلى الشام سنة ثمان وستين ومئتين ولم يخلف مثله.
(٤) تاريخ بغداد ٦/ ٢٦٦، والمنتظم ١٣/ ٣١٨، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٤٤١. وهذه الترجمة ليست في (ف م ١).