للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنامَ، فأنبهوه فإذا هو ميت (١). وذلك فِي أحد الربيعين.

سمع سفيانَ بن عيينة وغيره، وروى عنه عبد الله ابن الإمام أحمد، وروى عنه مسلم فِي "صحيحه" فِي آخرين، واتَّفقوا على ثقته وزهده وعدالته ودينه، رحمة الله عليه (٢).

[يحيى بن عمر]

ابن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وكنيتُه أبو الحسن، وأمُّه أمُّ الحسين فاطمةُ بنتُ الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، الخارج بالكوفة فِي هذه السنة.

وسببُ خروجه أنَّه نالته ضائقةٌ شديدةٌ، ولزمه دين ضاقَ به ذَرْعًا، فلقي عمر بن فرج الرُّخَّجي، وهو متولي أمر الطالبيين فِي أيام المتوكِّل، فكلَّمه فِي رزقه وصلته، فأغلظ له الرُّخَّجي، فقذفه يحيى، فحبسَه، ثم كفلَهُ أهلُه، فأطلقَه، فخرج إلى بغداد، [فأقام] (٣) بها فِي حال سيئة، ثمَّ قدم سامرَّاء، فلقيَ وصيفًا، فطلبَ منه رزقَه، فأغلظَ له وجبهَه بالرد، فخرجَ إلى الكوفة، وبها أيوب بن الحسن بن موسى بن جعفر بن سليمان الهاشميّ عاملًا عليها من قبل محمد بن عبد الله بن طاهر، فجمعَ يحيى جمعًا كثيرًا من الأعراب، وانضمَّ إليه جماعةٌ من أهل الكوفة، ونزل الفلوجة، وكتب صاحب البريد إلى محمد بن طاهر بخبره، فكتب ابنُ طاهر إلى أيوب بن [الحسن و] عبد الله بن محمود السرخسيّ -[و] كان عامل ابن طاهر على معاون السواد - يأمرهما بمحاربته، وكان على خراج الكوفة زيد بن الأصبغ، فِي سبعة آلاف فارس (٤)، فدخل الكوفة، وأخذَ ما فِي بيت المال، وفتح السجون، وأطلق من فيها، فلقيه عبدُ الله بن محمود فِي الشاكرية، فحمل عليه يحيى فضربه ضربةً، أثخنه، فانهزمَ ابن محمود وأصحابه، وغنم يحيى ما كان معه من المال والدواب.


(١) تاريخ بغداد ١٥/ ٣٩٢، والمنتظم ١٢/ ٤٠.
(٢) انظر ترجمته أيضًا فِي تهذيب الكمال ٢٩/ ٣٥٥ - ٣٦١، وسير أعلام النبلاء ١٢/ ١٣٣ - ١٣٦.
(٣) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٩/ ٢٦٦ - ٢٦٧.
(٤) كذا فِي (خ) و (ف). وفي العبارة سقط وخلل وتحريف. وتمام العبارة كما فِي تاريخ الطبري ٩/ ٢٦٧: وكان على الخراج بالكوفة بدر بن الأصبغ، فمضى يحيى بن عمر فِي سبعة نفر من الفرسان إلى الكوفة.