للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يُصلّي يومًا في جبل، فجاء الأسد، فهرب مَن كان عنده، وهو قائم يُصلّي لم يَنصرف، ومضى الأسد، فقيل له: أما تَخافُ الأسد؟ فقال: إني لأستحي من اللَّه أن أخافَ سواه.

استشهد في هذه السنة بأذربيجان.

قال عبد الرحمن بن يزيد: خرجنا في جيشٍ فيهم عمرو بن عُتبة، وعليه جُبّةٌ بيضاء جديدة، فقال: ما أحسنَ الدَّمَ يتحدَّرُ على هذه، فأصابه حَجرٌ فتحدَّر الدَّمُ عليها، فمات فدفَنّاه.

وقال ابن عمٍّ لعمرو بن عُتبة: نَزلْنا في مَرْجٍ حَسَنٍ، فقال عمرو: ما أحسن لو أن مُناديًا يُنادي: يا خيلَ اللَّه اركبي، فنادى المنادي، فخرج عمرو في سَرَعان الناس، فأُخبِر أبوه -وكان على الناس- فقال: عليَّ عَمْرًا، فأرسل في طَلبه، فما أُدرك حتى أُصيب، فما أُراه دُفن إلا في مَرْكز رُمحه، رحمه اللَّه تعالى (١).

فصل وفيها تُوفّيت

أمُّ الفضل

وهي لُبابَةُ الكُبرى بنتُ الحارث بن حَزْن بن البُجَيْر بن الهُزَم بن رُويبَة بن عبد اللَّه ابن هلال بن عامر بن صَعْصعة بن مُعاوية بن بكر بن هَوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصَفة بن قَيس بن عَيْلان بن مُضَر، وأُمُّها هند، وهي خولةُ بنت عَوْف بن زهير بن الحارث.

وكانت أُمُّ الفضل أوَّلَ امرأةٍ أسلمت بمكَّةَ بعد خديجة بنت خُويلد، وكان رسولُ اللَّه يَزورُها، ويَقيلُ في بيتِها.

قال: وأخوات أُمِّ الفضل: مَيمونةُ بنت الحارث بن حَزْن، زوجةُ رسول اللَّه، وهي لأبيها وأُمِّها، ولُبابةُ الصُّغرى، وهي العَصْماء بنت الحارث بن حَزْن، وهي أُمُّ خالد بن الوليد، [وكانت أختها] لأبيها (٢). [فتزوج أم الفضل العباسُ بن عبد المطلب]، فولدت


(١) حلية الأولياء ٤/ ١٥٥ - ١٥٨، والمنتظم ٤/ ٣٤٩ - ٣٥١ في وفيات سنة خمس وعشرين.
(٢) طبقات ابن سعد ١٠/ ٢٦٣. وذكر لها أخوات أخر.