للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخرج إلى الجزيرة، فلقي راهبًا فسأله عن الدين؟ فقال: هو أمامك وقد أظلَّك نبي، وأما عُبيد الله بن جحش فإنه أقام بمكة حتى ظهر رسول الله ، ثم هاجر إلى الحبشة فتنصَّر، وأما عثمان بن الحويرث فتنصر، وحَسُنَت مكانته عند قيصر، وأقام عنده فأطمَعَه في ملك تِهامة والحجاز واليمن، فأجابه قيصر إلى ذلك، وقال: أنت نائبي هناك، فرجع إلى مكة فأطاعه الناس، وهمُّوا بتمليكه، وأن يضعوا التاج على رأسه، فقال لهم أبو زَمْعة الأسود بن المطَّلب بن أسد، وكان ابن عم عثمان بن الحويرث: يا معاشر قريش، أَتُملِّكون عليكم، وهل يكون ملِك بتِهامة؟ إن الحجاز لا يُملك، فرجع الناس عنه، فخرج ابن الحويرث إلى قيصر خوفًا على نفسه، فمات عنده.

[فصل في وفاة عبد الله بن عبد المطلب]

ولد عبد الله في أيام كسرى أنوشروان لأربع وعشرين خلت من ملكه، وكنيته: أبو أحمد (١)، ومات ورسول الله حمل، قبل ولادته بشهر أو شهرين.

وكانت وفاته بالمدينة في دار النابغة عند أخواله من بني النَّجار، بعثه أبوه يمتار له تمرًا من المدينة (٢).

وقيل: خرج في تجارة إلى الشام في عير لقريش، ثم انصرفوا ومروا بالمدينة وعبد الله يومئذ مريض، فأقام عند أخواله مريضًا شهرًا، ثم توفي، فحزن عليه عبد المطلب حزنًا شديدًا، وَوَجِدَ أخوته لفقده (٣).

قال الواقدي: وتوفي عبد الله وهو ابن خمس وعشرين سنة، وقيل: ثلاثين سنة، وترك أم أيمن واسمها بركة، فكانت تحضن رسول الله ، وترك خمسة أجمال وثلاثة من غنم، ورَثَتْهُ آمنة بنت وهب زوجته، فقالت (٤): [من الطويل]


(١) انظر "أنساب الأشراف"١/ ١٠٤.
(٢) انظر "الطبقات الكبرى" ١/ ٨٠.
(٣) انظر "الطبقات الكبرى"١/ ٧٩.
(٤) انظر "الطبقات الكبرى" ١/ ٨٠، و "أنساب الأشراف" ١/ ١٠٥.