للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة السابعة والأربعون]

قال الواقدي: وفيها عَزلَ معاويةُ عبدَ الله بنَ عَمرو بن العاص عن مصر، وولَّاها معاويةَ بنَ حُدَيْج، فمرَّ به عبدُ الرحمن بنُ أبي بكر الصديق وقد قَفَل من الإسكندرية، فقال له: يا ابن حُدَيْج، لقد أَخَذْتَ من معاوية جَزاءَك حين قتلتَ محمدَ بنَ أبي بكر، إِنَّما فعَلْتَ ذاك لهذا، فقال: ما قتلتُه إلا لِما صنع بعثمان، فقال عبد الرحمن: لو كان كما قُلْتَ لَما كُنتَ أوَّلَ مبايعٍ معاويةَ بعد التحكيم، لأنك لو طلبتَ دمَ عثمان لم تَشْرَكْهُ فيما صنع (١).

وفيها بعثَ زيادٌ الحَكَمَ بنَ عمرو الغِفاريَّ إلى خُراسان، فغزا جبال الغَوْر، فأَصابَ غنائمَ كثيرةً، فلما قَفَلَ الحَكَمُ من غَزاتِه مات بمرو. كذا قال الطبري (٢).

وذكر ابنُ سعد أته مات سنة خمسين (٣)، وسنذكره هناك.

وفيها سار عبد الله بن سَوَّار العبدي إلى قِيقان في بلاد التّرك، فأَوغل فيها من غير دليل، ففتح حصونًا كثيرة، وغنم أموالًا عظيمة، ثم رجع وقد كمن له التركُ في المضايق، فقتلوه، وأخذوا ما كان معه (٤).

واختلفوا فيمن حجَّ بالناس، فقال الواقديُّ: عتبة بن أبي سفيان، وقال هشام: عنبسة بن أبي سفيان (٥).

وفيها توفي

قيس بنُ عاصم

ابنِ سِنان بن خالد بن مِنْقَر بن عُبيد بن مُقاعِس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، ذكره ابنُ سعد (٦) في الطبقة الرابعة مِمَّن أسلم من العرب، ورجع إلى بلاد قومِه، وكُنيتُه أبو علي، وقيل: أبو قَبِيصة.


(١) ينظر "تاريخ" الطبري ٥/ ٢٢٩. ومن قوله: فمرَّ به عبد الرحمن بن أبي بكر … إلى هذا الموضع، ليس في (م).
(٢) المصدر السابق ٥/ ٢٢٩ - ٢٣٠.
(٣) طبقات ابن سعد ٩/ ٣٧٠.
(٤) ينظر "تاريخ دمشق" ٩/ ٣٧٨ (مخطوط دار البشير).
(٥) ينظر "تاريخ" الطبري ٥/ ٢٣٠.
(٦) في "الطبقات" ٦/ ١٦١، وذكره أيضًا ٩/ ٣٥ فيمن نزل البصرة من أصحاب رسول الله . ولم ترد هذه الترجمة في (م).