للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان حريصًا على طلب الحديث قال: إن كنتُ لأسير الليالي والأيام فِي طلب الحديث الواحد.

وروى عنه الجَمَّ الغَفير، فقهاء المدينة، وعمر بن عبد العزيز، والزّهري، وأهل العراق والشَّام ومصر.

وكان إذا قرئ عليه حديث وهو مريض مضطجع جلس وقال: لا أسمع حديث رسول الله وأنا مضطجع، رحمه الله تعالى (١).

[فصل: وفيها تُوفِّي]

[أبو سلمة]

ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري، واسمه عبد الله الأصغر، وأمه تُماضِر بنت الأَصْبغ الكَلْبيّة.

وأبو سلمة من فقهاء المدينة السبعة، [ذكره ابن سعد] فِي الطَّبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، واستقضاه سعيد بن العاص عليها.

[وذكر ابن سعد] عن الشعبي قال: قدم علينا أبو سلمة الكوفة، فمشى بيني وبين أبي بُردة، فقلنا له: مَن أفقه من خَلَّفتَ ببلادك؟ فقال: رجل بينكما.

[قال:] وقدم البصرة فِي زمن بشر بن مروان، وكان رجلًا صَبيحًا، كان وجهه دينارٌ هِرَقْلِيّ.

[قال: وكان يخضب بالحِنّاء والكَتَم، وفي رواية ابن سعد أَيضًا: وكان يصبغ بالسواد، وفي رواية: بالوَسِمَة، وكان يلبس الخَزَّ الأصفر.

قال ابن عساكر: كان يقال: إن أَبا سلمة أرضعته أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق] فكان يتولَّج (٢) عليها وعلى عائشة بذلك الإرضاع.


(١) انظر "طبقات ابن سعد" ٧/ ١١٩، و"المعارف" ٤٣٨، و"السير" ٤/ ٢١٧.
(٢) فِي (خ) و (د): وكان يخضب ويلبس الخز الأصفر، وكانت أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق أرضعته. والمثبت من (ص) وما بين معكوفين منها، وانظر "طبقات ابن سعد" ٧/ ١٥٣ - ١٥٥، ولم أقف على قول ابن عساكر فِي تاريخه، وانظر "أخبار القضاة" ١/ ١١٧، و"السير" ٤/ ٢٨٨.