كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

فصل في ذكر الملائكة المقربين والروحانيين والكروبيين - فصل في ميكائيل ﵇ - ج: 1 - ص: 215

جناح منها، فشاهد رسول الله Object أمرًا عظيمأ، فصعق، وذلك معنى قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)﴾ [النجم: ١٣].

وقال أحمد بإسناده عن ابن مسعود قال: رأى رسول الله Object جبريل في صورته وله ست مئة جناح، كلُّ جناح منها قد سَدَّ الأُفقَ، يَسقط من جناحِه من التَّهاويل والدرِّ والياقوتِ ما الله به عليمٌ. أخرجه أحمد في "المسند" (١).

ولفظ الصحيحين عن ابن مسعود: رأى النبي Object جبريل له ست مئة جناح لا غير (٢). والتَّهاويل: الألوان المختلفة.

وقال ابن عباس: قال رسول الله Object لجبريل: "إنَّ اللهَ Object وَصَفك بالقوَّة والطاعةِ والأمانَةِ، فأخبرني عن ذلك، فقال: أمَّا قوَّتي فإنِّي رفعتُ قُرى قَومِ لوطٍ من تُخومِ الأرض على جناحِي إلى السَّماء حتى سَمع أهلُ السَّماء نُباحَ كِلابهم ثم قَلَبتُها عليهم، وأمَّا طاعة المخلوقاتِ لي فإنَّني آمُرُ رِضوانَ خازنَ الجنَّة متى شِئتُ بفتحِها، وكذا مالكَ خازنَ النارِ، وأمَّا أمانَتي فإنَّ الله تعالى أنزَل من السَّماء مئةَ كتابٍ وأربعةَ كتبٍ لم يأتمِن عليها غيرِي (٣). وسنذكر جبريل في ليلة المعراج وغيرها.

فصل في ميكائيل Object -

وفيه أيضًا لغات، قال ابن الأنباري: لم يختلفوا أن "ميكا" مثل "جَبْر"، و"إيل" هو الله تعالى.

وقال ابن عباس: ميكائيل هو صاحب الرِّزق والرحمة.

وقال أحمد بن حنبل بإسناده عن ثابت البُنَاني، عن أنس، عن النبي Object أنه قال لجبريل Object: "مَا ليَ لا أَرَى مِيكائيل ضَاحِكًا؟ فقال: ما ضَحِك منذُ خُلِقَت النَّار" (٤).

---

(١) أحمد في "مسنده" (٣٧٤٨).
(٢) البخاري (٣٢٣٢)، ومسلم (١٧٤).
(٣) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" ١٤/ ٦٤٠.
(٤) أحمد في "مسنده" (١٣٣٤٣).