للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خطُّ مولانا. وإذا فيه عشر كارات دقيق سعيد، وعشر دنانير، وكانت الكارة تساوي ثمانية دنانير، فأعطاني الدقيق والدنانير، فاتَّسعتُ به، واشتريت الكتب والكسوة.

وكانت وفاتُه ليلةَ السبت الرابع والعشرين من رجب، وقد ناهز الثمانين، وكانت له جنازة عظيمة، نزع العلماء طيالسهم ومشوا فيها، وصلى عليه ابنه [أبو] (١) الحسن، ودفن بداره بدرب القلايين، ثم نُقل إلى مشهد أبي حنيفة .

واتَّفقوا على فضله ودينه ورياسته ونزاهته وصدقه وثقته.

وبذل ابنُه [أبو] الحسن مالًا للخليفة ليولِّيه القضاء فلم يفعل.

محمَّد بن عمر (٢)

ابن محمَّد بن أبي عقيل، أبو بكر، الكَرْخي، الواعظ، ولد سنة خمس وأربع مئة، وسافر إلى البلاد، واستوطن دمشق، وتوفي بها في رجب، ودُفن بالباب الصَّغير.

وكان فاضلًا فصيحًا ثقة ثبتًا صدوقًا صالحًا، ومن شعره: [من البسيط]

بَيِّضْ صحيفتَكَ السوداءَ (٣) في رجبِ … بصالحِ العمل المُنْجي من اللَّهَبِ

شهرٌ حرامٌ أتَى من أشهرٍ حُرُمٍ … إذا دعا اللهَ داعٍ فيه لم يَخِبِ

طوبى لعبدٍ زكا فيهِ لهُ عمَلٌ … فكَفَّ فيه عن الفحشاءِ والرِّيبِ

منصور بن دُبَيس (٤)

ابن علي بن مَزْيَد، أبو كامل، بهاء الدولة، صاحب الحِلَّة، تُوفِّي بها، وقيل: بالسلّ (٥).

وكانت إمارتُه ستَّ سنين، وقام بعده ولده سيف الدولة صدقة، وكانت وفاة منصور في رجب، وقيل: في سنة تسع وسبعين (٦).


(١) ما بين حاصرتين هنا وفي الموضع الآتي من (ب)، وهو موافق للمصادر التي أوردت الخبر.
(٢) تاريخ دمشق ٥٤/ ٤٣١ - ٤٣٢.
(٣) في الأصلين (خ) و (ب): البيضاء، والمثبت من تاريخ دمشق.
(٤) المنتظم ١٦/ ٢٥٢.
(٥) في (خ): بالليل، والمثبت من (ب).
(٦) تحرفت في (خ) إلى: وتسعين.