للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السعي بالرؤوساء ليفنوا النَّاس] (١)، فَفُصِلَ الباطنيُّ عضوًا عضوًا على [قبر ابن نظام الملك] (٢)، وكان له يوم قتل سِتٌّ وستون [سنة] (١)، (٣).

ويقال: [إنَّ الباطنية لما قتلوا فخر المُلْك] (٤) كتب سنجر إلى أخيه محمَّد: إنَّ هؤلاء لا يبقون عليَّ ولا عليك، والواجبُ قَلْعُهم من الأرض وإبادتهم. فسار إلى قلعة ابنِ عَطَّاش، وفَعَلَ ما فعل.

قَلِيج رسلان بن قُتُلْمِش (٥)

قال أبو يعلى بن القَلانسي: في سنةِ خمس مئة تتابعتِ المكاتباتُ إلى السُّلْطان محمَّد شاه من أتابك طُغتِكين، وفخر الملك بن عَمَّار صاحب طَرَابُلُس بعظيم ما ارتكبه الفرنج من الفساد في البلاد، وتَمَلُّكِ الحُصُون والقِلاع بالشَّام والسَّاحل، فَنَدَبَ السُّلْطان الأَمير جاولي سقاوة وأميرًا من مُقَدَّمي عسكره في عَسْكرٍ كثيف من الأتراك، وكَتَبَ إلى صَدَقة، وإلى جكرمش صاحب المَوْصِل بتقويته بالمال والرجال، وأقطعه الرَّحْبة، وما على الفُرَات، فَثَقُلَ ذلك على المُكاتَبين، ودافعَهُ صدقة، فسار إلى المَوْصِل، وبعث إلى جكرمش يطلبُ منه ما أَمَرَ به السُّلْطان، فتوقف، فنزل جاولي قلعة السن (٦)، ونهبها، وخَرَجَ إلى جكرمش، فقاتله، فَظَفِر به جاولي، واستباحَ عسكره، وهرب ولده إلى المَوْصِل، وقتَلَ جاولي جكرمش، وبَعَثَ برأسه إلى المَوْصِل، فكتبَ ابنُه إلى قَليج رسلان يستمدُّه، ويبذلُ له تسليمَ المَوْصِل.

وكان جكرمش قد جَمَعَ مالًا عظيمًا من الجزيرة والمَوْصِل، وكان جميلَ السِّيرة، عادلًا في الرَّعية، مشهورًا بالإنصاف، فسار قليج رسلان في عَسكره، فنَزَلَ نَصِيبين


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) في (ع) و (ب): على قبره، وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) انظر "المنتظم": ٩/ ١٤٨ - ١٤٩، و"الكامل" لابن الأثير: ١٠/ ٤١٨ - ٤١٩.
(٤) في (ع) و (ب): لما قتل كتب، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٥) في (م) و (ش): وفيها غرق قليج أرسلان بن سليمان بن قتلمش؛ سقط من الخابور، فغرق، ووجد بعد أيام ميتًا.
(٦) السن: بليدة على دجلة فوق تكريت. "معجم البلدان": ٣/ ٢٦٨.