للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد سنة تسعٍ وأربعين ومئتين، وصنَّف المقالات على مذهب المعتزلة، وتوفي في شعبان وله اثنان وسبعون سنة وثمانية أشهرٍ وأيام (١).

محمَّد بن الحسن

ابن دُرَيد بن عَتاهيه، أبو بكر، الأزديّ، النَّحْوي، اللُّغوي، البَصري، ونسبه الخطيب إلى قَحْطان (٢).

ولد بالبصرة في سِكَّة صالح سنة ثلاث وعشرين ومئتين، وكان يقول: جدِّي حَمامي (٣) أولُ مَن أسلم من أجدادي، وهو من السَّبعين راكبًا الذين خرجوا من اليمن (٤) مع عمرو بن العاص لمَّا بلغه وفاة رسول الله حتى أوصلوه إلى المدينة، وفي ذلك يقول [قائلهم]: [من الطويل]

وَفَيْنا لعمرٍو يومَ عمر وكأنَّه … طَريدٌ نَفَتْهُ مَذْحِجٌ والسَّكاسِكُ (٥)

ونشأ ابن دُريد بعُمان، وتنقَّل في جزائر البحر، والبصرة، وفارس، وطلب الأدب، وتعلَّم النحو والعربية وبرع فيهما.

وكان أبوه من الرؤساء ذوي اليسار، وقدم بغداد بعد ما أسنَّ فأقام بها باقي عمره.

وصَنَّف الكتُب الحِسان: "الجمهرة" و"المقصورة" و"المجتبى" و"الممدود والمقصور" وغير ذلك، وقال الشِّعرَ، وصنَّف في الأنساب وأيام الناس.

وكان يقال: ابن دريد أعلمُ الناس والشعراء العلماء (٦).


(١) في تاريخ بغداد والمنتظم: أنه توفي وكان عمره ستًّا وأربعين سنة وثمانية أشهر وأيامًا.
(٢) في تاريخه ٢/ ٥٩٤، وانظر ترجمته في مروج الذهب ٨/ ٣٠٤، وتكملة الطبري ٢٧٨، والمنتظم ١٣/ ٣٢٩، ومعجم الأدباء ١٨/ ١٢٧، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٤٤٦، والسير ١٥/ ٩٦ وفي حواشيه مصادر أخرى.
(٣) هو جده الخامس، فهو محمَّد بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي.
(٤) كذا في (خ) وهو خطأ، وفي تاريخ بغداد ٢/ ٥٩٥، ومعجم الأدباء ١٨/ ١٢٩، وإنباه الرواة ٣/ ٩٣، والإصابة (حمامي)، وتوضيح المشتبه ٣/ ٣٠٢: عُمان.
(٥) ما بين معكوفين من تاريخ بغداد، ومعجم الأدباء.
(٦) في تاريخ بغداد ٢/ ٥٩٥ وعنه سائر المصادر: أعلم الشعراء وأشعر العلماء.