للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت وفاتُه فِي شعبان ببغداد [وقال الخطيب: حدَّث البَتِّي عن أبي بكر بن مِقْسَم المقرئ وغيره]، وكان [البَتِّي] حافظًا للقرآن، تاليًا له، [متقنًا، عارفًا بأحكامه].

[وفيها تُوفي]

الحسن (١) بن حامد

ابن علي بن مروان، أبو عبد الله، الحنبلي، الورَّاق، كان مدرسَ الحنابلة ببغداد وفقيهَهم، وله مصنفات منها: كتاب "الجامع" أربع مئة جزء، ويشتمل على اختلاف الفقهاء، و [له] مصنفات فِي أصول الدين والفروع، وهو شيخ القاضي أبي يعلى بن الفرَّاء، وكان مُعظَّمًا فِي النفوس، مُقدَّمًا عند السُّلطان والعامَّة، وكان ينسخ بالأجرة، ويتقوَّتُ منه، خرج فِي هذه السنة إلى مكة، فجرى على الحاجِّ ما ذكرناه، فاستند إلى حجرٍ، فجاءه رجل بقليل ماء وقد أشفى (٢) على التلف، فقال: من أين هذا؟ فقال له الرجل: ما هذا وقته. قال: بلى هذا وقته عند لقاء الله تعالى. وتوفي بقرب واقصة.

وأخرج له الخطيب حديثًا مسندًا عن أنس ()، أنَّ النبي قال: "كفَّارةُ الاغتياب أن تستغْفِرَ الله لِمَن اغتَبْتَه". قلت: وهذا محمولٌ على حالة النسيان.

فيروز أبو نصر (٣)

بهاء الدولة بن عضد الدولة، وقيل: اسمه خاشاد، وهو الَّذي قبض على الطائع، وقطع أذنه، وفعل به ما فعل، من نَهْبِ داره، وإزالةِ الخلافة عنه، وكان ظالمًا غشومًا، سفَّاكًا للدماء، فكان خواصُّه يهربون من قُربه، وجمع من المال ما لم يجمَعْه أحدٌ، وصادر الناسَ، وكان يبخل بالدرهم، وينظر فيه ويستكثره، ولم يكن فِي بني بُوَيه أظلمَ منه ولا أقبحَ سيرةً، وكان يُصرَعُ فِي دَسْته، ورِثَ ذلك عن أبيه، وكانت وفاتُه بجرجان بعلة الصَّرَع، وتقارب أدواره، وكانت معه هذه العلَّة لازمته، ولم يَحْتمِ من النبيذ ويُكثرُ


(١) تحرف فِي (خ) إلى الحسين، والمثبت من (م) و (م ١) ومصادر ترجمته: تاريخ بغداد ٧/ ٣٠٣، والمنتظم ١٥/ ٩٤، ومناقب الإمام أحمد ص ٦٢٥، وطبقات الحنابلة ٢/ ١٧١ - ١٧٧. وينظر السير ١٨/ ٢٠٣.
(٢) فِي (م) و (م ١): أشرف، وكلاهما بمعنى.
(٣) ينظر المنتظم ١٥/ ٩٥.