للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ولى نظامُ الملك الشريفَ العلويَّ الدبوسي النظامية بعد موت أبي سعيد المتولي، وكان فاضلًا في الجدل والفقه.

وصاد السلطانُ في سفرته أربعةَ آلاف غزال -وقيل: عشرة آلاف- فبنى بها منارة بين مشهد النجف والكوفة وسمَّاها أمَّ القرون، وبنى أخرى بأصبهان على مثالها.

وقيل: إنَّما فعل ذلك في السنة الآتية.

وفيها تُوفِّي

خُتْلُع بن كنتِكين

أبو منصور، أمير الكوفة والحاج، ذمه محمَّد بن هلال الصابئ، وذمَّ سيرته. وكان شجاعًا، وله وقائع مع العرب بالبرية، وكانوا يخافونه، وكان محافظًا على الصلوات في جماعة، ويختم القرآن الكريم (١) في كل يوم، ويختصُّ بالعلماء والقُرَّاء، وله آثار جميلة في المشاهد والمساجد والجوامع والمصانع بطريق مكّة والمدينة، ولبث في إمارة الحاجِّ اثنتي عشرة سنة، وكانت وفاته في جمادى الأولى، وتأسَّف عليه نظام الملك لمَّا بلغه موته، وقال: مات ألف رجل (٢).

سليمان بن قُتُلْمِش (٣)

هو ابن عمة السلطان. وقيل: هو من التركمان الناوكية الذين نزلوا الشام. وقيل: هو جد ملوك الروم، وفتح عدة من بلدان الروم، وآخر ما فتح أنطاكية، وكان قد حاصر حلب ورجع عنها، وقَتلَ مسلم بن قريش في حربه، وجاء تاج الدولة تُتُش فحصر حلب، وأخذ معه الشريف إلى دمشق، وعاد ابن قُتُلْمِش فنزل على حلب، وجاء تُتُش وأُرْتُق من دمشق والتقوا، فاقتتلوا في آخر أعمال حلب قريبًا من المكان الذي قُتِلَ فيه مسلم، فجاء سليمانَ سهمٌ في وجهه فوقع من فرسه ميتًا، فدُفِنَ إلى جانب مسلم، وكان بينهما ستة أيَّام.


(١) بعدها في (خ) زيادة: القديم.
(٢) المنتظم ١٦/ ٢٦٢.
(٣) السير ١٨/ ٤٤٩.