للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج في طلب حسّان، فلقيه بنهرٍ يقال له نهر البلاء (١)، فانهزم حسّان، وكتب إلى عبد العزيز بن مروان يَستمدّه، فأمدّه بجمع كثير، فسار إلى الكاهنة فانهزمت، فبعث عُبيد بن أبي هفان الخيبري (٢) في طلبها، فأدركها فقتلها وقتل ابنها، وفتح حصونًا كثيرة، وصالح البربر من لدن الزّاب إلى أطرابُلُس، ثم بعث إلى فاس خيلًا فافتتحها، وبنى القيروان في رمضان سنة أربع وسبعين.

وفي سنة تسع وسبعين عقد عبد العزيز لموسى بن نُصَير على المغرب، وجاء حسان إلى الشام، فخرج غازيًا إلى أرض الروم، فتوفي بها سنة ثمانين.

حدّث عن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه.

ولما عُزل عن المغرب قال أبو عَتيك: [من الطويل]

أقول لأصحابي عشيَّةَ جاءنا … بغير الذي نَهوى البريدُ المبشّرُ

فإن يكُ هذا الدهرُ جاء بدولةٍ … عليه فإن الدَّهْر بالمرءِ يَعثُرُ

من أبيات.

زيد بن وَهْب بن خالد الجُهنيّ

أبو سليمان، من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة.

عن زيد بن وهب قال: غَزَوْنا أذربيجان في إمارة عمر، وفينا يومئذٍ الزبير بن العوّام، فجاءنا كتاب عمر: بلغني أنكم في أرضٍ يُخالط طعامَها الميتة، ولباسَها الميتة، فلا تأكلوا إلا ما كان ذكيًّا، ولا تلبسوا إلا ما كان ذكيًّا.

[قال ابن سعد: وكان يصفّر لحيته.

وقال الواقدي:] شهد زيد مشاهدَ علي كلها، وتوفّي سنة ثمانين.

وروى عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة ، وكان ثقةً كثير الحديث (٣).


(١) الظاهر أنه نهر نِيني (في بلاد البربر) سُمِّي نهرَ البلاء لكثرة ما أصاب جيشَ حسان في تلك الواقعة من البلاء.
ينظر الروض المعطَار ص ٦٥، وفتوح مصر ص ٢١٧، ومعجم البلدان.
(٢) في "تاريخ دمشق" ٤/ ٣٩٦ (مخطوط) وعنه ينقل: عبيد بن أبي هتان الحميري.
(٣) "طبقات ابن سعد" ٨/ ٢٢٣، و"الاستيعاب" (٨٢٤)، و"السير" ٤/ ١٩٦. وما بين معكوفين من (م).