فصل في ذكر ما في الدنيا من العجائب وما أودع فيها من الغرائب (١)
[فصل في عجائب المشرق]
ذكر العلماء بأخبار العالم أن بالهند عجائب:
منها: هيكل عظيم من أعظم الهياكل، يقال له: بلاذري، مستدير الشكل، له سبعة أبواب وفيه قبة شاهقة في الهواء على سبعة أعمدة، وفي رأسها جوهرة بمقدار رأس الفحل، تضيء منها جميع أقطار ذلك الهيكل، وأن جماعة من الملوك حاولوا أخذ تلك الجوهرة فهلكوا، وكلُّ مَن دنا منها خرَّ ميتًا. وفي القبة صنم من ذهب وزنه مئة ألف مثقال تزعم الهند أنه نزل من السماء، يقصدونه من الآفاق، وكلُّ مَن تَعرَّضَ لهذا الهيكل مات. وأساسه من حجارة المغناطيس، وبني على سير الكواكب السبعة بالحركات السماوية. وفيه بئر عليها طوقٌ من الحديد الصيني، مكتوب عليه بالقلم المسند:"هذه البئر فيها علوم السماوات والأرض وما مضى وما يأتي، وفيها خزائن لا يصل إليها من العالم إلا من وازت قدرته قدرتنا واتصل علمه بعلمنا وساوت حكمته حكمتنا"، وكل من نظر في البئر وقع على أُمِّ رأسه ميتًا، وكلُّ من نظر إلى هذا الهيكل خاف وارتعد وضعف قلبه في أول وهلة، وعلى هذا الهيكل أوقاف كثيرة منها مدينةٌ برسداقها، وحول هذا الهيكل ألف مقصورةٍ فيها جواري لمن يقدم زائرًا لهذا الهيكل يتمتع بهن.
ومنها: غدير عظيم في مملكة المهراج، عليه قصرٌ شاهقٌ في الهواء، ويتصل بخليج إلى البحر من خلجان الزَّابج، والغدير مملوءٌ لَبِنًا من ذهب، وكلُّ ملكٍ يلي أمر المهراج يضرب كل يوم لبنًا ويلقيه فيه، وهذا الخليج يمد ويجزر كلَّ يوم، فإذا جزر ظهر اللَّبِنُ يقابله شعاعُ الشمس يلمعُ الغدير لمعانًا تبرق منه الأبصار، فإذا مات الملك وقام بعده آخر جمع ما في الغدير من اللَّبِن وفرَّقه في أهل المملكة، في الخواص أولًا ثم في العوام، فإن فضل شيء فرَّقه في المساكين، ثم يكتب عددَ اللبن ووزنه في اللوح، وأن