للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الثانية عشرة بعد المئة]

فيها غزا معاوية بن هشام الصائفة، فافتتح حصن خَرْشَنة (١)، وأوغل في بلاد الرُّوم.

وفيها استُشهد الجرَّاح بن عبد الله الحَكَميّ بمرج أرْدَبِيل (٢)، وافتتحت التُّرْك أرْدَبِيل.

ولما دخلَ الجرَّاح غازيًا استخلف أخاه الحجَّاج [بن عبد الله] على أرمينية (٣).

وفيها كانت وقعة الجُنيد [بن عبد الرحمن] مع التُّرك وخاقان. وقيل: كانت هذه الوقعة في سنة ثلاث عشرة ومئة (٤).

قال علماء السير رحمهم الله تعالى: سار الجُنيد من مَرْو، فنزل على نهر بَلْخ، وفرَّق عساكره، فبعثَ عُمارة بنَ خُريم إلى طخارستان في ثمانية عشر ألفًا، وبعث إبراهيم بنَ بسام الليثي إلى جهة أخرى في عشرة آلاف، وجاءت التُّرك إلى سمرقند وعليها سَوْرة بن الحُرّ الدارميّ، فكتبَ سَوْرَة إلى الجُنيد يخبره أنَّ خاقان نزل على سمرقند، ولم يمكنه دفعُه، فالغوثَ الغوثَ. فقال الجُنيد للناس: اقطعوا النهر وأغيثوا سَوْرة. فقال له جماعة الأشراف ووجوه القبائل: قد فرَّقتَ جندك، وخاقانُ ليس كغيره، وصاحب خُراسان لا يقطع النهر إلا في خمسين ألفًا، فاكتُبْ إلى الجُند واجمَعْهم واعْبُر. فقال: وكيف لي بسَوْرَة ومن معه من المسلمين؟! لو لم أكن إلا في بني مُرَّة أو أهل الشام لَعَبَرْتُ النهر (٥).


(١) هي بلد قرب مَلَطْيَة من بلاد الروم، كما وفي "معجم البلدان" ٢/ ٣٥٩. ولم تجوَّد اللفظة في النسخ، والمثبت من "تاريخ" الطبري ٧/ ٧٠.
(٢) أردبيل من أشهر مدن أذربيجان. ينظر "معجم البلدان" ١/ ١٤٥.
(٣) تاريخ الطبري ٧/ ٧٠. وما سلف بين حاصرتين من (ص). والكلام الآتي بعد هذه الفقرة حتَّى آخر الأبيات، ليس فيها.
(٤) المصدر السابق ٧/ ٧١. وما سلف بين حاصرتين منه.
(٥) تاريخ الطبري ٧/ ٧١ - ٧٢.