كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة التاسعة والستون وثلاث مئة - الحسين بن علي - ج: 17 - ص: 535

وقيل: إنه وَقَع من سَطْحٍ فمات، وقيل: مات فجأة.

[وقد وهم أبو نعيم فقال (١): مات سنة تسع وخمسين وثلاث مئة، وهو يعقد (٢).

أسند عن القاضي المحاملي، وابن الزبرقان، وأبي بكر بن أبي داود وغيرهم.

وروى عنه أبو الحسن بن جُميع، وأبو الحسن علي بن جَهْضَم، وأبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن باكويه، وآخرون]، وأجمعوا عليه.

الحسين بن عليّ

أبو عبد الله، البَصريّ، ويعرف بالجُعَل.

سكن بغداد، وكان من شيوخ المعتزلة، وصَنَّف على مذاهبهم، وتوفي يوم الجمعة لليلتين خلتا من ذي الحجة، وفُجِع به عضد الدولة لأنه وإن مُقدَّمًا عنده، ونازلًا في ألطَفِ منزلة منه.

وكان من وجوه المتكلِّمين ومُبَرِّزيهم، ومَن له المعرفة والدولة فيهم.

وكان عضد الدولة يَرى رأيَ المعتزلة، وظهروا في أيامه، وجلسوا في الجوامع، ولما قيل لعضد الدولة: هذا مَذهبٌ قد دَثَر فقال: رأي رأيُ أبي عبد الله البَصري، فلما مات عضد الدولة تَفرَّقوا ولم يجتمعوا خوفًا من العامة (٣).

[فصل وفيها تُوفِّي

عبد الله بن محمَّد

الرَّاسِبيّ بغداديّ الأصل، من كبار المشايخ وأرباب المعاملات.

[ذكر في "المناقب" أنَّه] قال: القلبُ إذا امتُحن بالتَّقوى نُزع عنه حبُّ الدنيا والشَّهوات، وأُوقفَ على المُغَيَّبات.

وقال: المحبَّةُ إذا ظَهرت افتُضِحَ المحبُّ، وإذا كُتِمتْ قَتَلَتْ، وأنشد: [من الكامل]

ولقد أُفارقُه بإظهارِ الهوى … عَمْدًا ليَسْتُرَ سِرَّه إعلانُه

---

(١) في الحلية ١٠/ ٣٨٣.
(٢) كذا، ولم أتبينها وليست في "الحلية" ولعلها: وهو ثِقَة. والله أعلم.
(٣) تاريخ بغداد ٨/ ٦٢٦، والمنتظم ١٤/ ٢٧٢، وتاريخ الإِسلام ٨/ ٣٠١. وهذه الترجمة ليست في (ت م م ١).