للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن سعد: إن أبا طالب ذكر ثلاثين بكرة، واثنتي عشرة أوقية.

ولم يتجدد من سنة ست وعشرين إلى سنة إحدى وثلاثين ما يستطرف.

* * *

السنة الثانية والثلاثون من مولده -

فيها قتلت الروم ملكها موريق لظلمه وفساده، وكان له ولد اسمه: موق (١)، فهرب إلى كسرى مستصرخًا به، فأنجده كسرى أبرويز بثلاثة من مرازبته: ريمون (٢)، وشاهين، وفُرُّخان، فساروا في جيوش عظيمة.

فأما ريمون فدوَّخ بلاد الشام، ونزل على القدس فطلب من الأساقفة صليب الصَّلَبوت، وهدَّدهم -وكانوا قد دفنوه في تابوت من ذهب في مَبْقَلة- فخافوا منه القتل (٣)، فاستخرجوه وناولوه إليه، فبعث به إلى كسرى (٤).

وأما فُرُّخان فإنه سار حتَّى أناخ على خليج القُسْطَنْطينية، فدوّخ البلاد، وقتل وسبى، فلم يستقم لابن موريق أمر، لأن الروم ملكوا عليهم رجلًا صالحًا يقال له: هِرَقْل. فلما رأى ما الرومُ فيه، سأل الله أن ينقذهم من الفرس، فرأى في المنام رجلًا ضخمًا في عنقه سلسلة، وآخر يقوده ويقول: هذا كسرى قد دفعناه إليك. فخرج بالجيوش، فانهزم بين يديه فُرُّخان وجنود فارس، وسار حتَّى أناخ على مدائن كسرى، فحصر كسرى فيها، ودوخ البلاد فقتل وسبى، ولم يكن لكسرى به طاقة، فأقام مدة وعاد إلى الروم سالمًا غانمًا.

ولم يتجدد في السنة الثالثة والرابعة والثلاثين ما نذكره.

* * *


(١) في "المنتظم" ٢/ ٣١٧: "فوقا"، وفي الطبري ٢/ ١٨١: قوفا.
(٢) في الطبري و"المنتظم": "رميوزان".
(٣) في (خ): "فخافوا على أنفسهم منه".
(٤) وجاء بعدها في "المنتظم": وأما القائد الآخر، وكان يقال له: شاهين، فسار حتَّى احتوى على مصر والإسكندرية وبلاد النوبة، وبعث إلى كسرى بمفاتح مدينة الإسكندرية.