الجبل، فانكسرَتْ يدُها، وسلِمَتْ نفسُها، ثم رمى بنفسه بعدها فتقطَّع، وحُمِلَ في تابوت فدُفن عند أمه، وسار ألب أرسلان من خراسان يريد الري، وسار أخوه سليمان إلى شيراز، وأقام عميد الملك الخطبة لألب أرسلان في ذي القعدة، وبعث رسلًا إليه بالطاعة، وجاء قُتلْمِش فحاصر الريَّ وقاتلوه، وكان في خمسين ألفًا من التركمان، فنهبوا الضياع، وسبوا النساء وقتلوا، وجاءهم الخبر بأنَّ ألب أرسلان قد قَرُب من الري وتقدَّمت مُقدِّماته، فسار قُتُلْمِش يطلبها، وأدركه السلطان، فانهزم قُتُلْمِش، وسنذكره إن شاء الله تعالى.
[وذكر محمد بن الصابئ أنه ظهر من أمر السلطان في نزول زُحَل بُرجَ الأسد، وانتفت وفاته في مثل ذلك، فكانت مدة ملكه ثلاثين سنة. قال: فأمَّا عمره فلم يكن محقَّقًا، إلا أني سمعت فيه أقوالًا كثيرةَ الاختلاف فيها، ووقع الإجماع من طريق الظنِّ والتقدير على أنه في عشر الثمانين. وحكى قصة المنام، وأنه لمَّا قيل له: أنت بقُرب الجبَّار فسل لحاجةٍ تُقضى. فقال: أتمنَّى طول العمر. فقيل له: تعيش سبعين سنة. فقلت: ما تكفيني. فقيل: سبعين سنة. وانتبهت، فقيل ذلك ثلاث دفعات. قال الوزير: فسألتُه عن مولده، فقال: في السنة التي خرج فيها الجانُّ الفلاني بما وراء النهر، فحسبتُها فكانت سبعين سنةً كاملة.
وفيها تُوفِّي]
مسلم بن إبراهيم (١)
أبو الفضل، السَّلْمي، البزاز، ويُعرف بالشويطر [ذكره الحافظ ابن عساكر، وقال: سمع الخطيب وغيره، وروى عنه أبو الوحش الضرير] ومن شعره: [من البسيط]
ما في زمانِكَ مَنْ ترجو مودَّتَهُ … ولا صديقٌ إذا خان الزمانُ وفي
فعِشْ وحيدًا ولا تركَنْ إلى أحدٍ … فقد نصحُتكَ فيما قلتُهُ وكفى