للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هؤلاء القوم؟ فقال: أريد أن أُقرِّبَهم، فيَشفعوا فأُشَفِّعَهم، ويَسألوا فأُعطيَهم، ويُشيروا عليَّ فأقبلَ منهم، فقال: لا ولا كَرامة، تأتي إلى قومٍ قد انقطعوا إلى الله تُدَنِّسهم بدُنياك، وتُشركهم في أمرك، حتى إذا ذهبت أديانُهم أعرضتَ عنهم؛ فطاحوا لا إلى الدنيا ولا إلى الآخرة، قوموا فارجعوا إلى مواضعكم، فقاموا وأُسكتَ ابنُ عامر فما نطق بلفظة.

وفي رواية ابن المبارك: فلما دخل زيد على ابن عامر، وقال له ما قال؛ قال زيد: كلا والله، لا أَدعك تُهيل عليهم من دُنياك وتُشركهم في أمرك، وتُذيقُهم حلاوةَ ما أنت فيه، حتى [إذا] انقطعت شِرَّتُك منهم تركتَهم، فطاحوا بينك وبين ربهم (١).

وفيها تُوفي

شُرَحبيل بن السِّمط

ابن شُرَحْبيل بن الأسود الكِندي، وكُنيته أبو السّمط، وقيل: أبو يزيد.

وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة فيمن وَفد إلى رسول الله ، ونَسبه فقال: شُرحبيل بن السِّمط بن شرحبيل بن الأسود (٢) بن جَبَلة بن عَديّ بن ربيعة بن معاوية الأكرمين، جاهلي إسلامي، وَفد إلى رسول الله ، وشهد القادسية، وافتتح حمص، وقسمها منازل في أيام عثمان بن عفان.

وقال البخاري: بعثه عمر بن الخطاب على جيش، وقدم مصر لغزو المغرب، وله صُحبة (٣).

وقال هشام: قاتلَ أهلَ الرّدَّة، وكان على ميمنة سعد بن أبي وقاص يوم القادسية، وقال غيره: على مَيسرته.

وقال أبو القاسم بن عساكر: قال عبد الله بن المبارك: استعمل عمر بن الخطاب


(١) أخرج ابن عساكر ٦/ ٦٣٦ (مخطوط) رواية ابن المبارك. وانظر في ترجمة زيد إضافة للمصادر السابقة: السير ٣/ ٥٢٥، والإصابة ١/ ٥٨٢.

(٢) في طبقات ابن سعد ٦/ ٢٣٨: شرحبيل بن السمط بن الأسود.
(٣) التاريخ الكبير ٤/ ٢٤٨ - ٢٤٩ دون قوله: وقدم مصر لغزو المغرب.