للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية ابن سعد: وادفِنوا معي مُصحفي، وابنَ أبي سَيحان بن صُوحان، يعني أخاه، وكان قُتل في ذلك اليوم، فدُفِنا في قبرٍ واحد (١).

وقالت الواقدي: قُتل زيد يوم الجمل، قتله عمرو بنُ يَثرِبي، وقُتل معه أخوه سَيحان بن صُوحان، وبلغ عائشة فتأسّفت عليه وقالت: .

قال: وكانوا ثلاثة إخوة: زيد وصعصعة وسَيحان بنو صُوحان.

وقال ابن قتيبة: وفي الحديث أن رسول الله قال: "زيد الخير الأجذم، وجندب ما جندب" (٢)، وذكر بمعنى ما تقدّم.

واختلفوا في مسانيد زيد، فقال ابن عبد البر: لا أعلم له رواية عن رسول الله ، وإنما أدركه، وكان سيدًا في قومه (٣).

وذكره جدي في "التلقيح" (٤) في الصحابة وقال: زيد بن صُوحان أبو عائشة، وقيل: أبو سلمان العبدي، ولم يذكره فيمن له رواية.

وقال ابن سعد: كان زيد ثقةً قليل الحديث (٥).

وقد روى زيد عن عمر وعلي وسلمان، وروى عنه أبو وائل وسالم بن أبي الجعد والعَيزار بن حُريث في آخرين، وله مع عبد الله بن عامر بن كُريز والي البصرة حكاية.

قال أبو نُعيم بإسناده عن الحسن -وقد رواها ابنُ المبارك- قال: عَمد زيد بن صوحان إلى رجالٍ من أهل البصرة، قد تفرَّغوا للعبادة، وليست لهم تجارات ولا غَلّات، فبنى لهم دارًا وأسكنهم فيها، وجعل عليهم ما يَقوم بمصالحهم من مَطعَم ومَشرَب ومَلبَس وغيره، فجاء في بعض الأيام يزورُهم فلم يَجدهم، فسأل عنهم، فقيل له: دعاهم عبد الله بن عامر- عاملُ البصرة في أيام عثمان.

فخرج مُسرعًا حتى دخل على ابن عامر وهم عنده، فقال: يا ابن عامر، ما تُريد من


(١) طبقات ابن سعد ٨/ ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٢) المعارف ٤٠٢.
(٣) الاستيعاب (٨١٧).
(٤) ص ١٩٤.
(٥) طبقات ابن سعد ٨/ ٢٤٦.