للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصلٌ في ذِكْر يَعقوب (١)

يعقوب: اسم أعجمي. وفي "التوراة" إسرائيل رجل رزين، ويعقوب أبو الأسباط كلِّهم.

واختلفوا في تسميته إسرائيل على أقوال:

أحدها: أنه "إسرا" بمعنى عبد و"إيل" هو الله، مثل جبريل وميكائيل، قاله ابن عباس (٢).

والثاني: أنَّ معناه صفوة الله، قاله مجاهد.

والثالث: أنه كان يخدم بيت المقدس ويوقد قناديله فيظهر جنيٌّ فيطفئها، وكَان اسم الجني إيل، فكمن له يعقوب ليلة فأسره وشدَّه بسلسلة، وأصبح الناس يقولون يعقوب أسرإيل، ثم قالوا: إسرائيل.

وفيه لغات تكلَّمت بها العرب ذكرها في "المعرَّب" فقال: إسرائيل وإسرال وإسرائين بالنون، كما قالوا: جبرين وإسماعين (٣).

وقال الجوهري: إسرائيل اسم، يقال: هو مضاف إلى إيل (٤).

واتفقوا على أن يعقوب ولد في زمان الخليل ، وأنه أرسله إلى الشام، وكان إسحاق قد أوصاه أن لا يتزوَّج امرأة من الكنعانيين، وأمره أن يتزوَّج إلى خاله لابان بن ناهر بن آزر، وكان يسكن الفَدَّان من أرض حرَّان.

وقد ذكرنا أنَّ يعقوب هرب من عيصو إلى حرَّان، فبينا هو في بعض المنازل نائم لحى حَجَر رأى سلمًا منصوبًا من السماء إلى الأرض، والملائكة تنزل منه وتعرُج فيه، وقال له الله تعالى: يا يعقوب، قد أورثتك الأرض المقدَّسة وذريَّتك من بعدك،


(١) انظر قصته في: "تاريخ اليعقوبي" ١/ ٢٩، والمعارف ٣٩، و"تاريخ الطبري " ١/ ٣١٧، و"البدء والتاريخ" ٣/ ٦٥، وعرائس المجالس ١٠٣، و"المنتظم" ١/ ٣٠٩، و"الكامل" ١/ ١٢٧، والبداية والنهاية ١/ ٤٤٨.
(٢) انظر تفسير الطبري (٧٩٨)، والدر المنثور ١/ ٦٣.
(٣) "المعرب" ص ٦٢.
(٤) "الصحاح": (سرا).