ومنها بحيرة تِنِّيس عند دِمياط، وكانت قرًى ومزارعَ لم يكن بمصر مثلها، فغلب عليها ماءُ البحر.
[فصل في أنهار الشام]
أما دمشق فأصل مياها بردى وعين الفِيْجة، يجتمع بردى عند عين الفيجة ثم ينحدر إلى قرية يقال لها: الهامة، فينفصلُ منه نهر يزيد، ويمتد في قاسيون وينتهي إلى دُوْمَة، وقد كان يمتد في الزمان القديم إلى الماطِرون، وذَنبَة والقناطر في لحفِ الجبل باقيةٌ إلى الآن وكذا الآثار، وهو منسوب إلى يزيد الرومي، فأما يزيد بن معاوية فإنه وسَّعه وعمَّقه فنسب إليه.
وأما ثَوْرا فيأخذ من فوق الرَّبوة ويمتد إلى قريب القُصَيْر، ويقال: إنَّ عليه ثلاث مئة وستين ماصية.
وباناس وهو نهر الجامع، والقنوات ونهر المِزَّة وقناتها، ويتفرع من هذه أنهار عدة.
وأما العاصي: فأصله من جبل لبنان، ومن قرية يقال لها: اللبوة، ثم ينزل الماء إلى بحيرة قَدَس، ويخرج العاصي منها فيمر بأرض حمص وحماة وشَيزَر وفامِيَة، ثم يصب في البحر الرومي قريبًا من أنطاكية، وقيل: إنما سمي العاصي، لأنه يجري على غير القبلة، ومسافة جريانه ثلاثة أيام.
ومنها قُوَيْق: نهر حلب، يخرج من قرية يقال لها: سينات (١)، على سبعة أميال من حلب، ثم يمر على حلب وقِنَّسرين، وينتهي إلى المرج الأحمر، وماؤه موصوف بالرّقة والخفة، وقيل: إن أوله وَخِم فإذا امتدَّ طاب.
[فصل في أنهار الجزيرة]
منها: البَلِيْخ بين حرَّان والرَّقة، ويقال: إن الخليل ﵇ نزل بذلك المكان وقال له: أبلِخ، فتفجَّر، وعنده مقام إبراهيم، وكانت عليه منا زل الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
(١) في "معجم البلدان" ٤/ ٤١٧: "سبتات"، وقال: سألت عنها بحلب، فقالوا: لا نعرف هذا الاسم إنما مخرجه من شناذر، قرية على ستة أميال من دابق، وفي الروض المعطار ٤٨٦، وبغية الطلب ١/ ٣٤٧: سنياب.