للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفي

عبد المنعم بن محمَّد بن الحسين (١)

ولد بباجِسْرى (٢) سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وتفقَّه على ابن المَنِّي، وتوفي في جُمادى الأُولى، وحُمِلَ إلى النِّظامية ليصلَّى عليه، فثار عوام الحنابلة، وقالوا: لا تركناه يدخل إلى أماكن الأشاعرة. وحملوه إلى جامع السُّلْطان، فصلُّوا عليه فيه، ودفن بمقابر الإمام أحمد ، وكان صالحًا وَرِعًا.

عبد الوهَّاب بن بُزْغُش بن عبد الله، أبو الفتح (٣)

قرأ القرآن بالرِّوايات، وبَرَعَ فيها، وسمع الحديث الكثير، وكان حَسَنَ الصَّوت، وله تصانيف في الخُطَب وأشعار ومواعظ ورسائل وغير ذلك، وفلج في آخر عمره، ودفن بباب حرب، وتوفي في ذي القَعْدة، سمع أبا الوقت وغيره، وكان دَيِّنًا، صالحًا، ثِقَةً.

قال المصنف : أنشدني لنفسه: [من الخفيف]

حَلَّ إحسانُه عِقال لساني (٤) … فانظروا الآن كيف نَظْمي ونَثْرِي

فسأُثْني عليه سِرَّا وجَهْرًا … وسأوليه شُكْرَ رَوْضٍ لِقَطْرِ

أيُّ عُذْرٍ إنْ صام عنه بياني … وأنا الدَّهْرَ منه في يومِ فِطْرِ

وأَتَمُّ الأشياءِ حُسْنًا ونورًا … بِكْرُ شُكْرٍ زُفَّتْ إلى صهر بِرِّ


(١) له ترجمة في "ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار: ١/ ١٧٦، و"التكملة" للمنذري: ٢/ ٣٣٥، و"تاريخ الإِسلام" للذهبي: (وفيات سنة ٦١٢ هـ)، و"ذيل طبقات الحنابلة": ٢/ ٨٦ - ٨٧، و"شذرات الذهب": ٥/ ٥١، و"المقصد الأرشد": ٢/ ١٨٣، و"المنهج الأحمد": ٤/ ١١٢ - ١١٣.
(٢) بليدة كانت شرقي بغداد: "معجم البلدان" ١/ ٣١٣.
(٣) له ترجمة في "ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار: ١/ ٣٢٩، ٣٣١، و"التكملة" للمنذري: ٢/ ٣٥٢، ٣٥٣، و"المختصر المحتاج إليه": ٣/ ٥٩، و"معرفة القراء الكبار" ٣/ ١١٦٦ - ١١٦٧، و"ذيل طبقات الحنابلة": ٢/ ٨٨ - ٨٩، و"غاية النهاية": ١/ ٤٧٨، و"شذرات الذهب": ٥/ ٥١ - ٥٢، و"المقصد الأرشد": ٢/ ١٢٢، و"المنهج الأحمد": ٤/ ١١٣ - ١١٤.
(٤) لفظ: "لساني" ليس في (ح)، وقد استدركتها من عندي تخمينًا لاستقامة الوزن والمعنى، والله أعلم بالصواب.
وبعض هذه الأبيات نسبت إلى أبي الفتح البستي، وهي في "ديوانه": ٢٥٣.