للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها تُوفي]

أحمد بن عمر بن روح (١)

أبو الحسين، النَّهْرواني، كان فاضلًا شاعرًا، توفي في ربيع الآخر ببغداد، قال: كنت على شاطئ دِجلة، فمرَّ بي إنسان في سفينة وهو يقول: [من مجزوء الوافر]

وما طلبوا سوى قتلي … فهانَ عليَّ ما طلبوا

فقلتُ له: قِفْ ثم قلت بديهًا: أضِفْ إليه:

على قتلي الأحبة بالتَّـ … ــمادي في الجفا غلَبُوا

وبالهجران طِيبَ النَّو … مِ من عينيَّ قد سلبوا

وذكر البيت الأول.

مُطهَّر (٢) بن محمد بن إبراهيم

أبو عبد الله، الصوفي، الشيرازي، أحد الشيوخ الصالحين، جاور بمدينة النبي أربعين سنة، وقدم بغداد، وكانت وفاته بدمشق في رجب.

[السنة السادسة والأوبعون وأربع مئة]

فيها استوحش القائمُ من البساسيري، واستوحش البساسيريُّ منه، وكان البساسيريُّ قد عظُمَ أمرُه، واستفحل لعدم النظر، واستولى على البلاد، وطار اسمُه، وهابه أمراء العرب والعجم، ودُعي له على كثير من منابر العراق والأهواز، وجبى الأموال، ولم يكن القائمُ يقطع أمرًا دونه، ثم صحَّ عند الخليفة سوءُ عقيدته، وشهد عنده جماعة من الأتراك أنه قال لهم بواسط: لا بُدَّ لي من نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة. فكاتب الخليفة طُغْرُلْبَك وهو بنواحي خراسان يستنهضه إلى المسير إلى العراق،


(١) تاريخ بغداد ٤/ ٢٩٦، والمنتظم ١٥/ ٣٤١، والكامل ٩/ ٦٠٤ في وفيات سنة ٥٤٦ هـ.
(٢) تحرف اسم في (خ) و (ف) إلى: مظفر، وفي الأنساب ١١/ ١٥ إلى: مسهر، والتصويب من مصادر الترجمة: تاريخ بغداد ١٣/ ٢٢٠، وتاريخ دمشق ٥٨/ ٣٦٤ - ٣٦٦.