للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عجز الجمل، ومعه أولاده وخواصه، فعذَّبهم أبو جعفر حتى استخرج منهم الأموال، وقطع يدي عبد الجبار ورجليه وصَلَبه، ونفى أولاده إلى دَهْلَك، جزيرة باليمن، فلم يزالوا بها حتى أغار عليهم الهند فسبوهم، وأفلت منهم عبدُ الرحمن بن عبد الجبار، وعاش حتى مات بمصر سنة تسعين ومئة (١).

وفيها فتحت طبرستان لمَّا حُمِل عبد الجبارِ إلى أبي جعفر كتبَ إلى ابنه محمَّد بغزو طبرستان، فبعثَ أبا الخصيب وخازم بن خزيمة إلى طبرستان؟ وهي بلادُ الأصبهبذ، وكان يحارب المصمغان ملك دُنباوند، فاتفقا على قتال المسلمين، وعاد الأصبهبذ إلى بلاده ومعه المصمغان، فكتبَ المهدي إلى أبيه يستمدُّه، فأمدَّه بعمر بن العلاء فقال بشار بن برد: [من المتقارب]

فقلِ للخليفة إن جئتَهُ … نصيحًا ولا خيرَ في المتَّهمْ

إذا أيقظتك حُروب العدا … فنبِّه لها عُمَرًا ثم نمْ

فتىً لا ينام على ونيةٍ (٢) … ولا يشربُ الماءَ إلا بدمْ

ثم سارت الجيوشُ مع أبي الخصيب وخزيمة وعمر، فالتقوا مع الكفار، فهزموهم وفتحوا طبرستان، والتجأ الأصبهبذ إلى بعض الحصون، وانهزم المصمغان إلى بلاده، وأُسِرَت ابنةُ الأصبهبذ فهي أم إبراهيم بن العباس بن محمَّد بن علي، وأُخذت البحترية، وهي أمُّ منصور بن المهدي.

وفيها عزل أبو جعفر زياد بن عبيد الله الحارثي عن مكة والمدينة والطائف، وولَّاها محمَّد بن خالد بن عبد الله القسريَّ. وقيل: إنَّما ولى محمدًا المدينةَ لا غير، وولَّى مكَّة والطائف الهيثم بن معاوية العكي (٣).

[ذكر طرف من أخبار زياد]

ولي لأبي جعفر وأبي العباس قبله مكَّة والمدينة، وكان شجاعًا عاقلًا.


(١) كذا، وفي تاريخ الطبري ٧/ ٥٠٩، والكامل ٥/ ٥٠٦: سنة سبعين ومئة.
(٢) في تاريخ الطبري ٧/ ٥١٠، والمنتظم ٨/ ٣١: دمنة.
(٣) في تاريخ الطبري ٧/ ٥١١، والكامل ٥/ ٥٠٧: العتكي.