للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمنكِ الرياحُ ومنك المطرْ … ومنك البَداءُ ومنك الغِيَرْ

وأنتِ أمرتِ بقتلِ الإمامِ … وقلتِ لنا إنه قد كَفَرْ

فهبْنا أطعناكِ في قتله … فقاتلُه عندنا مَن أَمَرْ

ولم يَسْقُطِ السقفُ من فوقنا … ولم تَنكسِف شمسُنا والقمر

وقد بايع الناسُ ذا تُدْرَأ … يُزيل الشَّبَا ويقيم الصَّعَر

ويَلبسُ للحرب أوزارَها … وما مَن وَفَى مثلُ مَن قد غَدَرْ

وقد ذكر الأبيات الطبري (١).

وقال سيف: حدثني عمرو بن محمد، عن الشعبي قال: أولُ مَن أجاب عائشة إلى الطَّلَب بدم عثمان عبد الله بنُ عامر الحضرميّ، وسعيد بنُ العاص، والوليد بنُ عُقْبة، وسائر بني أمية، وقدم عليهم عبد الله بن عامر بن كُرَيز من البصرة، ويَعلي بن أمية من اليمن، واجتمع مَلَؤهم بعد نَطرٍ طويل في مسيرهم إلى البصرة، وقالت لهم عائشة: إن هذا حدثٌ عظيم، فانهضوا فيه إلى إخوانكم بالبصرة، فقد كفاكم أهلُ الشام ما عندهم، لعل الله يُدرك لعثمان ثأرَه.

ذكر الأموال التي جَهّزوا بها الجيش

روى سيف عن أشياخه قال: قدم يعلى بن أمية من اليمن إلى مكة ومعه ستُّ مئة ألف ألف درهم، وست مئة بعير (٢)، فأناخ بالأَبْطَح -وقيل: كان معه ست مئة ألف دينار زيادة على ما ذكرنا- وقدم ابنُ عامر من البصرة بأكثر من ذلك، واجتمع بنو أمية بالأبطح فقالت لهم عائشة: ما تَرون؟ فأشار كلّ واحدٍ بقَصْد جِهةٍ.

وقال عبد الله بن عامر بن كُريز: اقصدوا البصرة؛ فإن لي بها صنائع وأيادي، وقد كفانا معاويةُ الشام، فقالوا له: قاتلك الله، والله ما كنتَ لا بالمحارب ولا بالمسالم، هلا أقمتَ بها كما أقام معاوية بالشام؛ فنكتفي بك، ونأتي الكوفة فنَسُدّ عليهم المذاهب، فلم ينطق ابنُ عامر بحرف، واتفق قَصْدُهم إلى البصرة.


(١) في تاريخه ٤/ ٤٥٩.
(٢) في الطبري ٤/ ٤٥٠، والمنتظم ٥/ ٨٠: ومعه ست مئة بعير وست مئة ألف.