واختلفوا في الجمل الذي ركبتْه عائشة، فقال الواقدي: قدم به يَعلى بن أمية من اليمن، اشتراه بثمانين دينارًا.
وقال الهيثم: جاء به معه عبد الله بنُ عامر من البصرة، اشتراه بمئتي دينارٍ، فدفعه إلى عائشة، وقيل: اشترته عائشة من رجل من عُرَينَة بست مئة درهم، وأخذته يدلُّ بها الطريق إلى البصرة، وسنذكره.
وقال خليفة بن خياط: الأصحُّ أن يَعلى بن أمية اشتراه من اليمن بمئتي دينار، ولم يُرَ مثلُه.
وقال سيف: حدثني محمد وطلحة قالا: قدم يَعلى بن أمية من اليمن ومعه ست مئة بعير وست مئة ألف، فأناخ بالأبطح مُعَسكِرًا، وقدم عليهم طلحة والزبير، فلقيا عائشة فقالت: ما وراءكما؟ فقالا: إنا تحمَّلنا هُرَّابًا من المدينة من غَوْغاء وأعراب، وفارَقْنا قومًا حَيارى، لا يَعرفون حقًّا ولا يُنكرون باطلًا، ثم قالوا: يا أمَّ المؤمنين، دعي المدينة، واشخَصي معنا إلى البصرة، فإن صَلُح هذا الأمر وإلا دَفَعنا بجهدنا، قالت: نعم.
فانطلقوا إلى حفصة، فقالت حفصة: رأي [تبَعٌ لرأي] عائشة، حتى إذا لم يَبق إلا الخروج قالوا:[كيف] نستَقِلُّ ولا مال معنا نتَجهَّز به؟ فقال يعلى بن أمية: معي المال والجمال فاركبوها، وقال ابن عامر كذلك، فنادى المنادي: إن أم المؤمنين وطلحة والزبير شاخصون إلى البصرة، فمن كان يُريد إعزازَ الإسلام، وقتال المحِلِّين، والطلبَ بثأر عثمان فليَخرُج، فخرجوا واستقلّوا سائرين.
وأرادت حَفصة الخروج، فأتى عبد الله بن عمر، فسألها أن تَقعُد فقعَدت وبعثتْ إلى عائشة: إن عبد الله مَنَعني، أو حال بيني وبين الخروج، فقالت: يَغفر الله لعبد الله.
وخرج المغيرة بن شعبة وسعيد بن العاص معهم مَرحلة من مكة، فقال سعيد للمغيرة: ما الرّأي؟ قال: الرَّأيُ والله الاعتزال، فأيّهم أظفره الله أتيناه فقلنا: كان صَفوُنا معك، فَجَلسا.
وقال الطبري: وبعثت أمُّ الفضل ابنة الحارث امرأةُ العباس رجلًا من جُهينة يُدعى