للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واخَجْلتي إذْ لم أُطِقْ بَعدَهُمْ … تصبُّرًا مِنْ نَظَر الشَّامتينْ

ما حِيلتي إذْ حالتي بَعدَهُمْ … حالُ شِمالٍ فارقَتْها يمينْ (١)

يحيى بن عليّ بن الحسن (٢)

أبو سَعد، الحُلْوانِيّ، أحدُ أَئمَّة الشَّافعية، [تفقه على أبي إسحاق الشيرازي، ودرس بالنظامية، وذكره ابن السمعاني في "الذيل" فحكى عنه العماد في "الخريدة" قال: خرج أبو سَعد] (٣) من بغداد في رسالة [إلى ما وراء النهر إلى ملكها] (٣) محمَّد بن سليمان المعروف بأرسلان خان ملك ما وراء النهر في أواخر رجب [سنة عشرين وخمس مئة] (٣)، فتوفي هناك، وقد كان فقيرًا.

ومن شِعْره: [من الطَّويل]

مررتُ بخبَّازٍ أُحاولُ حاجةً … مُدِلًّا عليه أي بأنيَ عَالِمُ

فلمَّا رآني قال أَهْلًا ومَرْحبًا … ظَفِرْتَ بما تهوى فأينَ الدَّراهِمُ

فقلتُ معي فَضْلٌ وعِلْمٌ وخاطري … يجيشُ فُصولًا كلُّها لي لوازِمُ

فقال ومَنْ هذي الذَّخائِرُ عنده … يحاولُ عندي حاجةً ويساومُ

لعمريَ لو بِعْتَ الجميعَ بلُقْمَةٍ … لما كنتُ مِمَّن في الشِّراءِ يخاصِمُ

السَّنة الحادية والعشرون وخمس مئة (٤)

فيها في المحرَّم جاء عسكرُ السُّلْطان محمود إلى باب النُّوبي ليدخلوا إلى دار الخليفة، فمنعتهم خاتون بنت السُّلطان، فجاؤوا إلى باب الغَرَبَة، فكسروه، ودخلوا إلى التّاج، فنهبوا دار الخليفة، وخَرَجَ الجواري حاسراتٍ يَلْطِمْنَ، فَدَخَلْنَ دارَ خاتون، وأُخْبِرَ الخليفة، فخرج من سُرادِقه، والوزير ابنُ صدقة بين يديه، وأمر العسكر فَعَبروا،


(١) "الخريدة": ٢/ ٣١٩.
(٢) له ترجمة في "الأنساب": ٤/ ١٩٢، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٥١٧، و"طبقات الشافعية" للسبكي: ٧/ ٣٣٣ - ٣٣٤، و"طبقات الشافعية" للإسنوي: ١/ ٤٣٢.
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٤) من هنا تبدأ نسخة أَحْمد الثالث ذات الرقم (٢٩٠٧)، وقد رمزتُ لها بالحرف (خ).