عند مطلع عين الشمس. قال: فإني خلَّفته هناك، قال: انطلق فما تجده إلا ميتًا، فرجع فوجده ميتًا. رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال كعب (١).
قال: وذكر إدريس في التوراة فقال: أخنوخ أحسن خدمة الله فرفعه الله إليه.
وقال ابن عباس: أربعة من الأنبياء أحياء فيهم أرواحهم: إدريس وعيسى في السماء وإلياس والخضر في الأرض وكلهم يموتون إلَّا إدريس، فإنه إذا مات الخلق أصابته دهشة، فيبقى في عداد الموتى وهو حيٌّ.
وقيل: هو الذي يجيب الله تعالى إذا مات الخلق وقال: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ [غافر: ١٦] فيقول إدريس: ﴿لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر: ١٦].
وقال كعب الأحبار: في التوراة: إنه استجاب لإدريس ألف إنسان ممن دعاهم إلى الله تعالى.
وقال الهيثم بن عدي: أوصى إدريس قبل رفعه إلى ابنه مُتُّوشَلْح -بالحاء المهملة، ويقال: مُتُّوشَلْخ بالخاء المعجمة- وكان صالحًا، ولد على مضي ثلاث مئة سنة من عمر والده إدريس.
ومُتُّوشَلْخ أول من ركب الجمل، وسلك طرائق الخير والصلاح. ولما عهد إليه إدريس عرفه بالنور الذي انتقل إليه منه، وعاش تسع مئة وتسعًا وستين سنة، ويقال: إنَّه ولد في حياة آدم.
وأقام إدريس في النبوة مئة وخمسًا وستين سنة، ورفعه وهو ابن أربع مئة وخمسٍ وستين سنة، كذا روى الضحاك عن ابن عباس، وحكاه الخطيب.
فصل في ولد مُتُّوشَلْخ
منهم لَمْك أبو نوح ﵇، وبربر وروس وصقلاب، وإليه تنسب الصقالبة، وصابئ وإليه تنسب الصابئة، ولم ينتقل النور إلا إلى لَمْك ويقال لامَك، لما نذكر، وإليه أوصى مُتُّوشَلْخ.
(١) انظر الأقوال الثلاثة في زاد السير ٥/ ٢٤١ - ٢٤٣، والتبصرة ١/ ٥٠ - ٥٢.