للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسلان شاه، وكان به وُسْواسٌ في الطَّهارة، يبعث كلَّ يومٍ غلامه إلى الجسر، فيقف وَسْط الشَّطِّ، ويملأُ الأباريق، فيتوضأ بها، وكان على ما قيل: يعامل الناس (١)، فالتقاه قضيبُ البان المولَّه يومًا، فقال له العماد: سلامٌ عليك يا أخي، كيف أنتَ يا أخي؟ فقال: أما أنا فبخير، بلى قد بلغني عنك أَنَّك تغسل أعضاءَك بأباريقِ ماءِ كلّ يوم، فلم لا تشطف اللُّقْمة التي تأكلها! ففهم العمادُ قوله، فرجع عن ذلك، وكانت وفاته في رجب بالمَوْصِل.

مطفر التماشكي البغدادي (٢)

كان يقول "كان وكان"، [وهو أكثر أشعاره] (٣)، ومن قوله في امرأةٍ عجوز:

مع الكبر ما يقلع ضرس الصبي من ضرسها … وكل ضرس فيها من الكبر مقلوع

[وقد عزل ناظرها وقد غلقنا بابها … وصار ذاك الراتب من جانبي مقطوع] (٣)

قولوا لها لا تسألي الطبيب عن مرض الكبر … ذي علة ضاع فيها علاج بختيشوع

وقال [في أخرى] (٣):

ذي زوجها ماشطها وكل من جاحفها … قصده يرى النفس عنده في كفها ألوان

إن شندرت فلوجهه نصيب قبل كفوفها … ما صح ذاك النشادر إلا من الدخان

وقال:

لها على الخد كوكب يسوى السماء بنجومها … أنفع لها من أبوها وهي تسميه خال

ذا من خطاط الحاجب نقط فسمي خال … ما كيف ألحقه بنسبها وهو من البغال

[السنة التاسعة وست مئة]

فيها خلع الخليفة على أَيدُغْمُش الفَرَجية والعِمامة، وخِلَعًا تقارب خِلَع السَّلْطنة، وأعطاه مالًا، وأمره أن يبرز خيامه ليسير إلى هَمَذَان، وأعطاه الكوسات والأعلام.


(١) كأنه كان يتاجر بمال الناس، يوضح ذلك المعنى ما ورد ص ٢٢٤، ٢٧١ من هذا الجزء.
(٢) لم أهتد إلى مظان ترجمته.
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).